شاهد: عائلة غزّية نازحة تتحدث عن واقعها المأساوي وكيف قلبت الحرب حياتها رأساً على عقب

منذ 10 أشهر 121

لا توجد كلمات لها القدرة على وصف معاناة وألم شعب غزة منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة على القطاع. بعد أن حرمت سكانه من أبسط مقومات الحياة، وقلبت حياته رأساً على عقب. في هذا التقرير، شهادة عائلة فرضت عليها الحرب، واقعاً مأساوياً جديداً لم يكن في الحسبان.

على الرغم من القيود التي كانت تفرضها إسرائيل على قطاع غزة، كان نعيم اللباد وعائلته، يعيشون حياة كريمة في القطاع. كان تاجرا ورجل أعمال، وتمكن بمرور السنين، من بناء منزل له ولأولاده.

اليوم، تغير كل شيء، حيث اضطر مع كل أفراد عائلته، أطفاله وزوجته وأمه وإخوته وأقاربه، إلى الفرار من شمال قطاع غزة عندما بدأت إسرائيل العملية العسكرية في أعقاب هجوم حماس.

واضطر مع عائلته، كما هو حال نحو 85% من سكان غزة، إلى ترك كل شيء، والنزوح عدة مرات، حتى وصل إلى جنوب القطاع، التي يسكنها عشرات الآلاف من النازحين.

يقول اللباد: "ذهبت كل أموالنا، واحترقت محلاتنا ومنازلنا ومخازننا وكل ما كان بداخلها. غالباً ما كنت أتنقل بين دول كالصين وتركيا ومصر، أنا تاجر، وكذلك أخوتي، لا مشاكل لدينا. لكن تبهذلنا، كما ترون، هذا ما نقوم به، نصنع المناقيش والفلافل لكسب لقمة عيشنا. نعيش في الخيام، ونفتقر حتى إلى المياه".

منذ 100 يوم، تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة بغارات جوية وهجوم بري، مما أحدث دماراً غير مسبوق، وسوى أحياء بأكملها بالأرض.

وقال مراقبو الأمم المتحدة إن الهجوم أدى إلى توقف العمليات في نحو نصف مستشفيات غزة، وتسبب في مجاعة واسعة النطاق، ونزوح الغالبية العظمى من الفلسطينيين في غزة.

لقد غيرت الحرب حياة أهل غزة، وقلبتها رأساً على عقب، كما توضح سهاد زوجة اللباد: "قبل 100 يوم، كنا نعيش في جنة على الأرض".

وضمن ما سردته سهاد من ظروف معيشية مأساوية، تضيف قائلة: "منذ بداية الحرب، فقدنا كل شيء: منازلنا، وممتلكاتنا،. لقد احترق كل شيء، واستشهد بعض من أفراد عائلاتنا. لم يبق لدينا شيء. تهجرنا من مكان إلى آخر، وانتهى بنا الأمر في خيمة. كما ترون، هذا هو حالنا، نبيع المناقيش".

الآن، تسكن العائلة في خيمة غير مستقرة، من البلاستيك والخشب، بجوار أقارب آخرين في نفس الحالة في منطقة المواصي المكتظة في رفح.

ويتحدث  اللباد عن حياته  قبل 100 يوم من الحرب قائلاً: كنت في بيت مساحته 500 متر تقريباً، أسكنه مع أولادي. كانت لدينا سيارات. خسرت أكثر من 2 إلى 3 ملايين دولار، تدمرت بضاعتي واحترقت".

وعلى الصعيد نفسه، تتحسر زوجته سهاد وتقول:" “لم نتوقع حدوث هذا في حياتنا، تعب وشقاء. اننا نبيع المناقيش. حصلت حروب وتفجيرات، لكن بقينا في بيوتنا.  فكرة مغادرة منازلنا ونزوحنا ورؤية ممتلكاتنا وكل ما نملك يحترق، لم تخطر على بالنا أبداً. إنه شيء لم يكن من الممكن أن نتخيله ".

نزح حوالي 1.8 مليون فلسطيني بسبب الصراع، أي 85% من سكان غزة.

وبلغ عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يواجهون "مجاعة كارثية" 576,600 نسمة، أو حوالي 26% من السكان.