يعود تاريخ نضال عائلة صب لبن لأكثر من 45 عاماً. وتملك منزلًا في البلدة القديمة على بعد أمتار قليلة من الحرم القدسي، وعلى رغم محاولاتهم العديدة للحفاظ على منزلهم، أمرت محكمة إسرائيلية اليوم بتنفيذ قرار إخلاء المنزل لصالح مستوطنين.
طُرد زوجان فلسطينيان مسنّان من منزلهما في البلدة القديمة بالقدس اليوم، بعد محاكمة استمرت أكثر من 45 عاماً قرر فيها قضاء الدولة العبرية أخيراً الحكم لصالح مجموعة من المستوطنين اليهود.
وبعد نزاع قانوني مع السلطات الإسرائيلية دام 45 عاماً، اقتحم عناصر الشرطة الإسرائيلية منزل نورا ومصطفى صب لبن، وطردوا بعنف الأسرة والناشطين الذين مكثوا في المنزل لدعمهما. وقالت جمعية "عير عميم" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان في بيان، إن عشرات النشطاء الذين احتجوا على الطرد اعتقلوا لاحقاً، ووصفت العملية بأنها "جريمة حرب".
كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية أن مجموعة من المستوطنين استولوا على المنزل الذي دخلوه برفقة الشرطة الإسرائيلية التي أخرجت الزوجين، اللذين لم يحملا معهما سوى شجرة زيتون عمرها 17 عاماً.
ووفقا للعائلة ولجمعية "عير عميم"، تمثل المستوطنين في هذه القضية منظمة تحمل اسم "عطيرت ليوشنا" بشخص إيلي أتال.
واستولى الأخير على العقار على أساس أن المنزل كان مملوكاً ليهود قبل قيام دولة إسرائيل في العام 1948، وتسلُّم الأردن إدارة القدس الشرقية لاحقاً. ويستند في القضية إلى قانون إسرائيلي يعود لسبعينات القرن الماضي يسمح لليهود باستعادة ممتلكات كانت ليهود قبل قيام الدولة.
ووفقا لهذا القانون، يمكن لمن لا تربطهم صلة قرابة بأصحاب العقار الأصليين أن يطالبوا باسترجاعه، أما عائلة صب لبن فتقول إن الأردن قضى في خمسينات القرن الماضي بكونهم "مستأجرين محميين".
إثر ذلك، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية في فبراير بإنهاء وضع "المستأجر المحمي" وطرد الأسرة التي استنفدت جميع السبل القانونية.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967. وضمّت الدولة العبرية القدس الشرقية لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.