شاهد: شحّ المياه في قطاع غزة يُجبر سكان مخيم جباليا على استغلال المياه الملوثة

منذ 10 أشهر 115

تعرضت مدينة غزة لقصف مكثف بسبب الغارات، والمدفعية الإسرائيلية، مما أدى إلى تدمير مساحات واسعة من المدينة. كما تواجه قوافل المساعدات صعوبة في الوصول إلى شمال القطاع المحاصر بسبب القتال.

من خلال محاولات يائسة، يسعى السكان بمخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة  إلى الحصول على المياه من خلال عمليات الحفر تحت الأرض للوصول إلى خطوط أنابيب نقل المياه. التزود بالماء الذي يزداد "ندرة" في ظل الحرب مع إسرائيل أصبح ضربا من ضروب "المستحيل".

وأوضح أحد سكان جباليا أنهم يقومون بعمليات الحفر في أماكن متفرقة للعثور على أنابيب توصيل المياه على أمل التزود بالماء، وهو ما أكده يوسف العيوتي: "نحصل على الماء من هنا مرة كل 15 يوما، نستخدمه للاستحمام وللطبخ، وللطبخ يجب علينا غلي الماء على الحطب، لأننا لا نملك الغاز. تدفق الماء ضعيف جدا والمياه قذرة، وأطفالنا متضررون. جلودهم ملتهبة وأسنانهم تتآكل من الماء القذر، وفيه رمل كما ترون، علينا أن نحفر لنحصل على الماء ونسبة الملوحة فيه عالية جداً وكما ترون بعض الأوعية مخصصة للطبخ وبعضها للاستحمام، وشعر أطفالنا يتساقط من المياه القذرة".

أما السيدة أم نبيل دردونة فقالت والحزن يعتصر قلبها: "إن أجسامنا تنخرها الأمراض بسبب هذه المياه، إنها غير صالحة للشرب على الإطلاق"، ثم تتساءل: "من يقول أنه علينا الشرب من هذه المياه غير الصالحة للشرب؟ الجميع يرى ذلك، لماذا يتجاهلوننا؟ ألسنا بشر؟ عندما تموت قطة أو كلب يحزن العالم. نحن بشر ونقتل بالآلاف ولا أحد يفعل شيئا، أين الوطن العربي، أين الإسلام، أين الدين، أين الإنسانية؟".

"كي لا يمرض أطفالنا، نقوم بتصفية وغلي المياه التي نحصل عليها من تحت الأرض لأننا لا نملك وقودًا في غزة، من الصعب أيضًا العثور على الحطب في غزة. ومعظم الأطفال الآن مرضى بسبب المياه الملوثة والصرف الصحي حيث تستهدف إسرائيل الشوارع والمنازل ولا تترك قنوات الصرف الصحي أو مياه الشرب"، تقول السيدة أم أحمد عبيد، المقيمة بمخيم جباليا.

وتتعرض مدينة غزة لقصف مكثف بسبب الغارات والمدفعية الإسرائيلية، مما أدى إلى تدمير مساحات واسعة من المدينة. كما تواجه قوافل المساعدات صعوبة في الوصول إلى شمال القطاع المحاصر بسبب القتال. وتأتي جميع المساعدات التي تدخل غزة عبر معبرين في جنوب القطاع.

وأدت الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة إلى دمار غير مسبوق في القطاع الساحلي الصغير وأثارت كارثة إنسانية إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ودفعت أكثر من ربعهم إلى النزوح، كما تسبب سوء التغذية في ظهور المجاعة حسب الأمم المتحدة

وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 26 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 64400 آخرين حسب وزارة الصحة في غزة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر بإخلاء شمال غزة خلال الأسابيع الأولى من الحرب.