بينما تستمر وتيرة الحرب الدامية في غزة، تجد العائلات مساحة من الهدوء والأمان على الشاطئ، حيث يستغرق الأطفال في اللعب ويخرجون للحظات من قسوة الواقع.
كسراً لوحشة النزوح ومآسي الحرب، تلوذ بعض العائلات بشواطئ غزة، وتتجه نحو البحر برفقة الأطفال، للهروب ولو للحظات من أصوات الغارات وأزيز الطائرات.
قصي السوس، مدّرس من غزة، قال إنه توجه إلى البحر برفقة أطفاله للترفيه عنهم، بعد أن عاشوا أكثر من 4 أشهر تحت القصف والحصار. وأضاف: "هربنا من مخيم البريج إلى مواصي رفح بعد أن ادعى الجيش الإسرائيلي بأنها آمنة، ومع ذلك، ندرك جميعا أنه لا وجود لمكان آمن حقاً في غزة. لقد أحضرنا الأطفال إلى هنا خلال أوقات فراغهم للتخفيف من بعض معاناتهم".
وأعرب نازح آخر من غزة عن قلقه قائلاً: "لا شك أن الأطفال خائفون. فنحن جميعاً على حافة الهاوية، ونعيش في ظل ظروف غير عادية ونواجه مشقة هائلة. المتنفس الوحيد للأطفال هو مساعدتهم على التقليل من خوفهم والترفيه عنهم بإحضارهم إلى البحر".
المخيمات التي تضم في جنباتها بيوتاً مهترئة، وبنية تحتية متهالكة، بفعل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي سبّبها الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، باتت تثقل الغزيين الذين يحاولون الهروب من شعور عميق بالكآبة من مناظر الخيام وبؤس التفاصيل اليومية.
وسبق أن كشف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الأطفال في غزة باتوا يعانون من أعراض صدمة شديدة، بالنظر لمشاهد القتل والدمار التي عايشوها. وبدأ التأثير النفسي للحرب يظهر عليهم، خاصة ما يتعلق بـ"الصدمات النفسية الشديدة"، والتي تشمل أعراضها "الخوف، والعصبية، والتشنجات، والسلوك العدواني".