شاهد: حكايات من خلف القهر.. نازحون غزيون يروون مرارة فقدان الديار والأحبة

منذ 5 أشهر 81

في غزة، لم تكن فترة عيد الأضحى هذا العام مناسبة سعيدة بالنسبة للكثير من سكان القطاع، وغابت البهجة عن الكثيرين ممن فقدوا أحباءهم  بسبب الحرب الإسرائيلية الدامية التي تعصف بالقطاع منذ أشهر عدة.

محمد هاني وإبراهيم عودة، نازحان من البقعة المنكوبة، فقدا العديد من أحبائهما، ويعانيان من مرارة النزوح المتكرر.

تحدث الاثنان عن المعاناة الشديدة التي يعيشانها مثل آلاف الغزيين الآخرين، حيث أعربا عن شعورهما بالعزلة والحرمان خلال العيد، بلا مأوى ولا عائلة.

محمد هاني، نازح من حي تل الهوى في مدينة غزة، عانى من النزوح خمس مرات داخل المحافظات الجنوبية للقطاع خلال تسعة أشهر من القصف الإسرائيلي المستمر على مختلف أنحاء القطاع.

يروي محمد تجربته قائلاً: "بدأت النزوح إلى منطقة النصيرات، ثم انتقلت إلى خان يونس، وبعد ذلك إلى رفح، والآن أجد نفسي في المنطقة الغربية من خان يونس بسبب القصف المستمر وخوفاً من المزيد من الهجمات. نحن الآن في منطقة صحراوية في خان يونس، تفتقر إلى الماء وأي الأمور الأساسية".

أما إبراهيم عودة، فهو الناجي الوحيد من غارة إسرائيلية وقعت في 29 أكتوبر 2023، حيث فقد جميع أفراد عائلته باستثناء اثنتين من بنات أخيه.

بدأت رحلة نزوحه من شمال قطاع غزة في 27 نوفمبر بحثاً عن الأمان، متنقلاً بين رفح وخان يونس حتى استقر أخيراً في منطقة الزوايدة وسط القطاع. عاش إبراهيم عيد الأضحى هذا العام وحيداً، بلا عائلته.

شارك إبراهيم الصور المتبقية لعائلته والتي يحتفظ بها على هاتفه المحمول، قائلاً: "أفتقد عائلتي وأشعر بحزن شديد. يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للتغلب على الفقدان الذي عانيت منه. أفتقدهم كل يوم، وليس فقط خلال العيد. كنا نحتفل بصباحات العيد ولنا ذكرياتنا الخاصة. اليوم، بينما يجتمع الناس مع عائلاتهم، أشعر بفقدانهم أكثر".

وأضاف إبراهيم: "بالرغم من أنني أرفض مشهد الخيام التي نراها، إلا أن الوضع كان سيكون أفضل بكثير لو كنت مع والدي ووالدتي في الخيمة مثل الآخرين. هل يمكنك أن تتخيل كيف يكون العيد عندما لا يكون هناك أي فرد من أفراد عائلتك؟".

هذه الكلمات المؤثرة تعكس حالة من الألم والفقدان العميق الذي يعاني منه العديد من سكان غزة، حيث تتجسد معاناتهم اليومية في ظل الظروف الصعبة والنزوح المتكرر.