شاهد: جمال حمو آخر مصلحي أجهزة الاسطوانات القديمة في نابلس

منذ 1 سنة 215

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 06/02/2023 - 20:06

جمال حمو

جمال حمو   -   حقوق النشر  AFP

يتولى جمال حمو(58 عامًا) في ورشته المتداعية في مدينة نابلس القديمة شمال الضفة الغربية تصليح وبيع أجهزة اسطوانات قديمة كبيرة من القرن الماضي، وهو اخر التقنيين في هذا المجال في المدينة.

تصدح أغنيات لكبار المطربين العرب من ورشته لتصل إلى شوارع البلدة القديمة القريبة المرصوفة بالحصى في نابلس .

وجمال هو الوحيد في نابلس الذي يصلح ويبيع ألاسطوانات الكبيرة لعازفين وموسيقين عرب وهي آخر الورشات من هذا النوع في المدينة.

وكما في بقية أنحاء العالم، باتت الموسيقى الرقمية هي السائدة في نابلس.

وامتدح حمو المطربين القدامى وقال لوكالة فرانس برس "هم يستخرجون ما بداخلنا ويسترجعون تراثنا، ويعبّرون عما يختلج في صدورنا".

أما المغنون الجدد "فلا نعرف ماذا يغنون أو ماذا يقولون"، بحسب تعبيره.

وتناثرت في ورشته أجهزة تسجيل صوت وأجهزة للاسطوانات التي يتولى تصليحها، ويعود تاريخ صنعها إلى حقبة ستينات القرن العشرين وسبعيناته.

حتى أن في الورشة عدداً من "الغراموفونات"،وهي أجهزة أسطوانات من سنوات الأربعين بصناديق خشبية عليها أبواق نحاسية كبيرة، يهتم بها حمو لأنها "تراث قديم"، على قوله.

وقال "كبار السن البالغون الستين فما فوق يأتون في نهاية اليوم إلى المتجر،وعندما أشغل جهاز الأسطوانات تدمع عيونهم فرحاً بهذا التراث القديم".

أخذ حمو الشغف بالموسيقى عن والده. وروى أنه "كان يغني لأنه أحب هؤلاء المطربين القدامى، و تقريبا كل فرد في عائلتي موسيقي".

وأضاف "عندما تشغل جهاز الأسطوانات، يعود بك إلى زمن بعيد، إلى ما قبل 50 عاماً، وتنسى كل الدنيا".

يأتون من كل مكان

غالبًا ما يستمع حمو، كوالده، إلى أغنيات اللبنانية فيروز، وإلى المطرب المصري الكبير عبد الحليم حافظ.

لكنه لا يخفي أن المفضلة عنده، كما عند والده، هي الفنانة المصرية شادية التي انتشرت أغنياتها ما بين نهاية الأربعينات وثمانينات القرن العشرين.

وقال "لقد كانت تغني بكل عواطفها ومن قلبها، وكانت تحدثنا من القلب".

عندما كان حمو في السابعة عشرة من عمره، بدأ يتعلم كيفية تصليح اجهزة الأسطوانات في المحل، مستمتعًا بسماع أعظم الفنانين العرب من العصر الذهبي في ذلك الوقت.

وقال مازحا "لدي خبرة أكثر من الأشخاص الحاصلين على الشهادات".

ويأتي زبائنه من القدس وبيت لحم وجنين وقلقيلية زمن كل أرجاء الضفة الغربية، ومن الناصرة.

الموسيقى كمقاومة

أحضر حمو نجليه اللذين يبلغ أحدهما السادسة والعشرين والثاني السابعة والعشرين إلى ورشة العائلة وحاول تعريفهما بتراث الموسيقى العربية والفلسطينية.

لكنهما لم يبديا اهتماماً بهذه الموسيقى وطلبا ايقافها. وروى أنهما قالا له "لا نريد الاستماع إليها".

احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة عام 1967.وتصاعد العنف في العام الماضي الذي يعتبر الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ عام 2005 بحسب سجلات الأمم المتحدة وكان لمدينة نابلس نصيب كبير من الاحداث العنيفة.

وشهد الشارع الذي يقع فيه محل جمال حمو اشتباكات عنيفة خلال العام الماضي ، حيث شنت القوات الإسرائيلية غارات شبه ليلية دمويةعلى مجموعة مسلحة ناشئة تسمى "عرين الأسود" ومقرها مدينة نابلس القديمة.

وعلى أبواب المحل، وُضعت ملصقات وصور مقاتلين فلسطينيين قتلوا في الأشهر الأخيرة.

وقال "عندما تحصل اشتباكات، نضطر إلى إغلاق المحل بالطبع، ولكن ماذا يمكنني أن أقول؟ ما زلت حيا والحمد لله،اعزف بعض الأغاني الوطنية،هذه طريقتي في المقاومة".