شاهد مصور وكالة فرانس برس بعد ظهر الإثنين آليات عسكرية اسرائيلية تتجه نحو مخيم جنين مع استمرار عملية المداهمة.
نفذ طلاب جامعة بيرزيت، شمال رام الله في الضفة الغربية، اعتصامات وتحركات رددوا فيها هتافات تنديدًا بالاقتحام الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها.
وقال الطالب طارق البرغوثي: "نحيي المقاومة في جنين وفي عموم الأراضي الفلسطينية، التي تثبت يومًا بعد يوم للعدو أنه لا تزال هناك روح بين الشعب الفلسطيني".
من جهته، اعتبر الطالب عباس أبو عالية أنه "علينا أن نقوم بتحركات دائمة، فكفى للصمت والتقاعس أمام اعتداءات الاحتلال في جنين".
اقتحام جنين
وقتل الجيش الإسرائيلي خمسة فلسطينيين وأصاب عشرات آخرين بجروح، خلال عملية عسكرية كبيرة نفّذها الإثنين في مخيّم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة الإثنين وتخلّلها، في سابقة منذ عقود قصف صاروخي مروحي، بالإضافة إلى اشتباكات مسلّحة أسفرت عن إصابة سبعة عناصر من القوات الإسرائيلية بجروح.
وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها مروحيات عسكرية إسرائيلية لقصف مواقع فلسطينية في جنين، منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، بحسب مصدر أمني فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس بعد ظهر الإثنين آليات عسكرية إسرائيلية، تتجه نحو مخيم جنين مع استمرار عملية المداهمة.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة 91 آخرين، بينهم 12 بين اصابات خطيرة وحرجة" خلال المداهمة.
وقالت الوزارة إن ّالقتلى هم: خالد عزام عصاعصة (21 عاماً) وقسام فيصل أبو سرية (29 عاماً) والفتى أحمد يوسف صقر (15 عاما)وقيس مجدي عادل جبارين (21 عاما).
وأصيب مصوّر يعمل في إحدى القنوات التلفزيونية خلال تغطية المداهمة. ونعت حركة الجهاد الإسلامي "كوكبة شهداء جنين"، من بينهم أبو سرية الذي قالت إنّه ينتمي إليها.
من جانبه، أفادت القوات الإسرائيلية في بيان، أنّ مروحيات عسكرية من نوع "اباتشي" أطلقت "النيران تجاه المسلحين للمساعدة في انسحاب الجنود"، موضحاً أنّ المدهمة تخلّلتها "اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين".
وفي إحاطة للصحافيين، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات كانت تشنّ عملية "روتينية" تهدف لاعتقال "مشتبه فيهم" من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ثم وقع خلالها ما وصفه بأنه "تبادل كثيف لإطلاق النار" بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين.
وقال المتحدث العسكري إن آلية مصفحة صدمت قرابة الساعة 07,10 صباحا عبوة ناسفة، واصفا الأمر بأنه "غير عادي" ومشيرا إلى اصابة خمسة عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي بالإضافة إلى اثنين من جنودهن وأوضح المتحدث أن "الأمر سيستغرق عدة ساعات وسيكون قاسيا للغاية. هناك الكثير من النيران".
وشاهد مصور وكالة فرانس برس في المدينة التي تشهد مواجهات متكررة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين، اشتباكات عنيفة كانت لا تزال مستمرة، وبحسب المصور فإن مسلحين فلسطينيين اطلقوا النار بكثافة على آلية عسكرية إسرائيلية.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات إسرائيلية "استهدفت مركبتي اسعاف بالرصاص الحي ما تسبب بأضرار مادية"، مؤكدا أنه "تتم عرقلة وصول سيارات الاسعاف للاصابات في جنين".
أما وزير المالية بتسلئيل سموطريتش فدعا من جانبه إلى شنّ عملية واسعة للقضاء على ما أسماه "أوكار الإرهاب" في شمال الضفة الغربية المحتلة، وأضاف قوله: "حان الوقت لإدخال القوات الجوية والدروع لحماية أرواح محاربينا".
وتابع "سأطالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء حول هذا الموضوع".
حرب "شرسة"
وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الاستمرار "في اعتماد سياسة هجومية". وقال "نستخدم كل الوسائل المتاحة لنا لضرب العناصر الإرهابية أينما كانوا، ولن يكون هناك ملاذ للإرهابيين لا في جنين ولا في نابلس ولا في غزة".
وكان نائب محافظ جنين كمال أبو الرب قال لوكالة فرانس برس إن "قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي اقتحمت المخيم بعد صلاة الفجر، ووقعت اشتباكات عنيفة مع الجيش الاسرائيلي، اسفرت عن عدة إصابات من بينها إصابات خطرة".
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينةأبو ردينة إن "مجازر الاحتلال هدفها تفجير المنطقة والوضع الحالي لا يمكن استمراره وعلى المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية خاصة، التدخل فورا لوقف هذا الجنون الإسرائيلي."
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان ما وصفته بأنه "عدوان الاحتلال المتواصل" على جنين، قائلة إنه يشكّل "تصعيداً خطيراً في ساحة الصراع واستنجادا إسرائيليا رسميا بدوامة العنف".
أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ فكتب في تغريدة "حرب شرسة ومفتوحة تشن ضد الشعب الفلسطيني سياسيا وأمنيا واقتصاديا من قبل قوات الاحتلال".
وبحسب الشيخ "نحن في أتون معركة شاملة على كل الجبهات، تتطلب وحدة شعبنا في مواجهة هذا العدوان". ومنذ بداية كانون الثاني/يناير، قُتل ما لا يقل عن 162 فلسطينيا، وعشرون إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة من عرب إسرائيل.
وغالبا ما ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات مداهمة يقول إنها "استباقية ووقائية" لمدن وقرى وبلدات فلسطينية لاعتقال مطلوبين لديه ويتخلل هذه المداهمات مواجهات مع السكان الفلسطينيين.