شاهد: بعد "مجزرة الخيام".. مستشفى ميداني في رفح يستقبل عشرات الإصابات البالغة ويشكو من نقص الإمدادات

منذ 5 أشهر 70

نشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لقطات مصورة لجرحى يتلقون العلاج في المستشفى الميداني التابع للهيئة الطبية الدولية في رفح يوم الاثنين، بعد غارة جوية إسرائيلية دامية على مخيم مؤقت للنازحين، أثارت صدمة واستنكاراً دوليين.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأطباء في المستشفى الميداني التابع للهيئة الطبية الدولية في رفح كانوا من بين أوائل المستجيبين، بعد أن تسببت الغارة الإسرائيلية يوم الأحد في إشتعال النيران في المخيم.

ويصف النازح محمد الغوف، الغارة الإسرائيلية المروعة التي نجا منها بأعجوبة: "رأيت أطفالًا واقعين على الأرض.. رأيت نساءً على الأرض.. رأيت جثثًا.. أيادي مبتورة .. أرجل.. "

ويضيف: "عندما وقعت الغارة كنت أفكر في أطفالي. كنت أفكر كيف وعدتهم أن أشتري لهم أغراضاً اليوم، وعدتهم أن أذهب إلى السوبر ماركت وأشتري لهم بعض الحاجيات وأن أحضنهم. لكن للأسف أنا هنا وهم في مكان آخر".

وبينت الصور التي نشرها مكتب "أوتشا" أطفالاً يعانون من إصابات مختلفة ومتفاوتة نتيجة القصف الذي سمي ب"مجزرة الخيام"، حيث قُتل 45 فلسطينيا وأصيب العشرات، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها "آمنة ويمكن النزوح إليها"..

 وقالت وزارة الصحة في غزة إن من بين القتلى 12 امرأة على الأقل وثمانية أطفال وثلاثة مسنين، بالإضافة إلى ثلاث جثث أخرى احترقت بشكل يصعب التعرف عليها.

وقال رئيس قسم الاستجابة السريعة في الهيئة الطبية الدولية في غزة، جاويد علي، إن المستشفى عالج 75 مريضًا، 25 منهم في حالة حرجة.

وأضاف: "رأيت جثة أب كان يحمل طفله الذي ربما يبلغ من العمر ثلاث سنوات تقريباً، كانا محترقين ومتفحمين. لم نتمكن من فصلهما. لذا، اضطررنا إلى وضعهما معاً في كيس جثث. كان الأمر صعبًا للغاية".

من جانبه زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن قصف تل أبيب لمخيم النازحين "خطأ مأساوي"، مؤكداً أنه "غير مستعد لإنهاء الحرب في قطاع غزة حتى تحقيق النصر"، فيما أكدت حماس أن الهجوم هو تحدّ  لقرار محكمة العدل الدولية.

تواصلت الإدانات الدولية "لهذه المجزرة"، ونددت العديد من الدول بالقصف الإسرائيلي، وعدته "انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر".

ووصف مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الضربات الإسرائيلية على مخيم النازحين برفح بأنها "مروعة"، وقال "أدين هذا الأمر بأشد العبارات"، مؤكدا أنه "يجب وقف هذه الهجمات فورا".

كما أكد بوريل على وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، وقال إن "الجميع متفق على أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة ويجب تنفيذها".