شاهد: بعد أشهر على إجلائهم من بلداتهم.. سكان الشمال الإسرائيلي يحلمون بالعودة

منذ 9 أشهر 109

يعيش المدنيون الإسرائيليون واللبنانيون في خوف مما ينتظرهم مستقبلا. وقد أجلت الدولة العبرية عشرات الآلاف من الأشخاص من القرى والمدن الحدودية إلى فنادق في الداخل.

قلَبَ القتال الذي دام قرابة أربعة أشهر بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية حياة السكان على جانبي الحدود رأساً على عقب، فقد اضطر عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار من منازلهم، ولا أحد يعرف موعد العودة "الآمنة".

يعلق الكثيرون آمالاً على وقف إطلاق النار، بالرغم من تزايد احتمالات نشوب حرب شاملة. إيتان بالفاري، الذي يقطن  كريات شمونة شمال إسرائيل قال: "لقد تركنا جميعاً منازلنا وأعمالنا وكل شيء. المدينة باتت مهجورة، والناس خائفون".

اندلع القتال بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حركة حماس عبر الحدود في الـ 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى حرب إسرائيلية على قطاع غزة.

ودخل حزب الله على خط المعركة، مطلقاً الصواريخ والقذائف على إسرائيل وفتح جبهة ثانية من القتال تضامناً مع الفلسطينيين.

ومنذ ذلك الحين، تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار كل يوم تقريبًا حيث أطلق حزب الله طائرات بدون طيار وصواريخ وقذائف صاروخية، بينما شنت إسرائيل غارات جوية ونيران مدفعية. وأبقى الطرفان، اللذان خاضا أيضاً حرباً استمرت شهراً في العام 2006، النزاع على مستوى منخفض نسبياً.

ولقي ما يقرب من 20 شخصاً في إسرائيل وحوالي 200 شخص في لبنان حتفهم، وربما تتسبب الضربات المتبادلة في خسائر فادحة لكلا الجانبين وتؤدي إلى إشعال حرب شاملة.

وتقول إسرائيل إنها تريد حلاً دبلوماسياً من شأنه أن يجبر حزب الله على وقف هجماته،، تماشياً مع وقف إطلاق النار الذي أعلنته الأمم المتحدة في العام 2006. وكثيراً ما أشارت إلى أن "صبرها" بدأ ينفد. وقد أصدر الجيش الإسرائيلي السبت تحذيره الأكثر تفصيلاً حتى الآن، قائلا إنه "على استعداد للهجوم فوراً" إذا تم استفزازه، حيث هدد قادة إسرائيليون مراراً بتكرار مشاهد الدمار التي شهدتها غزة في لبنان.

ولم يتراجع حزب الله، قائلا إنه سيواصل الضغط على إسرائيل حتى تنتهي حربها في غزة، في حين قال مسؤولون لبنانيون إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يأتي كجزء من مفاوضات أوسع لترسيم الحدود المتنازع عليها بين البلدين.

في هذه الأثناء، يعيش المدنيون الإسرائيليون واللبنانيون في خوف مما ينتظرهم مستقبلاً. وأجلت الدولة العبرية عشرات الآلاف من الأشخاص من القرى والمدن الحدودية إلى فنادق في الداخل.

واضطر المدنيون اللبنانيون للبحث عن مأوى في المدارس التي تحولت إلى ملاجئ للطوارئ، أو مع الأصدقاء والأقارب، أو في شقق مستأجرة في بيروت ومناطق أخرى في الشمال. كما أُغلقت الأعمال التجارية والمدراس، ولا تزال الحياة متوقفة بينما ينتظر الناس بيأس وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، على أمل العودة إلى حياتهم الطبيعية.

وقال جوزيف سلامة، رئيس بلدية القليعة في قضاء مرجعيون جنوب لبنان، "هذا المكان أصبح مهجورا، جميع القرى المجاورة لنا تقريبا فارغة".