مضى 25 عامًا على بناء الجيش البريطاني لجدران السلام في أيرلندا الشمالية، والتي أقيمت إثر اتفاقات الجمعة العظيمة، وذلك لفصل الأيرلنديين الموالين للجمهوريين عن أولئك الموالين للمملكة المتحدة.
وعرفت أيرلندا الشمالية أعمال عنف طائفية قبل ربع قرن، ويقول الأهالي إن الجدران التي تغطيها الكتابات ورسوم الغرافيتي والصور، أضحت تشكل جزءًا من الهندسة المعمارية للمدينة، وإزالتها إنما هي مسألة وقت.
ورغم انتهاء الصراع سنة 1998، أضحى الجدار المقام على طول 13 كيلومترًا رمزًا للانقسامات، وإزالته ليست وشيكة، رغم قرار الحكومة سنة 2013 بهدمه خلال عشر سنوات، لأن الأهالي يرون في الحواجز حاجة للحماية الجسدية والنفسية.
"عداوة"
في شمال بلفاست يعمل روب ماكالوم رئيس جمعية كاثوليكية في منطقة، يلتقي فيها الموالون للجمهوريين مع الموالين للمملكة المتحدة، محاولًا إعادة بناء الثقة المتبادلة بين الجانبين، ولكنه ينتقد عدم وجود خطة لإزالة الجدار، ويقول إن مجتمعًا منقسمًا على نفسه، يجعل كل طرف يعتقد في الآخر أنه العدو.
في مركز بلفاست الحديث، يختلط البروتستان والجمهوريون الكاثوليك بحرية، ولكن في مناطق تختلط فيها الفئات العاملة فإن الناس يعيشون جنبًا إلى جنب ولكنهم متفرقون، فبوابات الحواجز وإن سمحت بالحركة في النهار، فإنها تغلق في أوقات محددة في المساء وحتى الصباح الباكر.
ويشرح ماكالوم أنه في حين يريد البعض تفكيك الجدار، يجد آخرون أنفسهم عالقين نفسيًا منذ 20 أو 30 سنة بحكم تأثير المشاكل التي أحدثت في أنفسهم اضطرابًا