بسبب استمرار هجمات جماعة أنصار الله على سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، يعاني ميناء عدن من انخفاض كبير في عدد سفن الشحن التي تمر من خلاله، مما يشكل تحديا رئيسيا للمدينة ولليمن بشكل عام.
يبدو الوضع في ميناء عدن، الذي عادة ما يعج بسفن الشحن، هادئا هذه الأيام. فمنذ أن بدأ المسلحون الحوثيون بتنفيذ هجمات على سفن شحن وناقلات في البحر الأحمر، خفّت حركة السفن المتجهة عبر خليج عدن إلى البحر الأحمر ومن ثم عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط بشكل ملحوظ، حيث أن الوضع في البحر الأحمر لم يعد آمنا بالنسبة لشركات النقل في هذه المنطقة التي تعد شريانا حيويا في مجال الشحن البحري الدولي.
ويقول الحوثيون إنهم يهاجمون فقط السفن المملوكة لإسرائيل أو تبحر تحت علمها، أو تلك المتجهة إلى الدولة العبرية أو القادمة منها. وتسعى جماعة أنصار الله الحوثية التي تسيطر على أجزاء واسعة من اليمن من وراء هذه الهجمات إلى الضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة.
وقبل عدة أيام، أعلن عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، أن الهجمات تهدف إلى "إيصال المواد الغذائية إلى الشعب الفلسطيني. هدفنا، هو الضغط لإيصال الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة، ومنع الجرائم الصهيونية والإبادة الجماعية بحق سكان غزة".
وبسبب استمرار الهجمات الصاروخية للحوثيين، تفضل العديد من شركات الشحن العالمية الكبرى إعادة توجيه سفنهان بحيث لا تمر بمضيق باب المندب، بل تبحر بمحاذاة سواحل أفريقيا، ثم حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، لتكمل من هناك طريقها إلى البحر المتوسط أو أوروبا.
"الاقتصاد ينهار"
وقبل أيام، نشر التلفزيون الدنماركي تقريرا لمراسلته بوك دامسغور، التي أجرت جولة في خليج عدن. وهي واحدة من ثلاثة مراسلين لقنوات غربية لها طواقم في اليمن. وتظهر المراسلة الدنماركية في قارب وهي تحدث طاقم سفينة هندية في خليج عدن، ويقول أحد عناصر الطاقم إن كل شيء على ما يرام، وإن ليس لديهم أي طواقم أمنية على متن السفينة.
وفي حديثه مع المراسلة، يقول أيمن، وهو أحد عناصر حرس السواحل اليمني: "الاقتصاد انهار، لم تعد السفن تأتي إلى عدن كما في السابق. قبل ذلك، كانت سفن كثيرة تأتي إلى عدن. كان لدى الناس عمل... كان الميناء يعمل. كان لدي شغل، والجميع كان لديه شغل." ويتابع أيمن: "كلنا مع فلسطين، لكن لا أحد يضرب بواخر الناس. هذه أموال".
يأتي ذلك فيما قال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، إن حركة الشحن عبر قناة السويس قد انخفضت بنسبة 45٪ خلال الشهرين الماضيين، وذلك بسبب تحويل مسار السفن نتيجة لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وقد أدى هذا الانخفاض حسب المنظمة الأممية إلى اضطرابات في طرق التجارة البحرية، مما أثر على التجارة العالمية بشكل عام.