بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 20/12/2022 - 14:30
بدو إسرائيل أثناء أحد السباقات - حقوق النشر AFP video
على امتداد مسار رملي عشوائي، يقيم العرب البدو في صحراء النقب في إسرائيل سباقًا أسبوعيًا للخيل بمحاذاة طريق سريع، في موقع قد لا يبدو مثاليًا لأنشطة مماثلة، لكنّ السكان يتمسكون به بشدة.
ويتجمع رجال من البدو ليشاهدوا أو يشاركوا في السباق عند شروق الشمس، في منطقة يُطلق عليها مضمار أبو تلول على بعد 15 كيلومترًا جنوب شرقي مدينة بئر السبع في كل يوم جمعة تقريبًا.
وقال مشاركون في السباقات لوكالة فرانس برس: إن هذا المكان يناسبهم تمامًا، وإنهم يجتمعون فيه منذ سنوات للاستمتاع بنشاط ترفيهي مركزي في ثقافتهم.
ويخلو سباق الفروسية هذا من المدرجات أو حتى من سياج يفصل مضمار السباق عن منطقة المتفرجين، وفيه فقط أوتاد متهالكة تفصل بينهم وبعض الأنابيب البلاستيكية المربوطة بالأعمدة.
وأوضح ساهر القرناوي لوكالة فرانس برس وهو يقف عند هذا الحاجز، بعد أن شاهد باهتمام سباق اثنين من الخيول في يوم جمعة في وقت سابق من هذا الشهر، أن الشرطة الإسرائيلية حاولت وقف السباقات، "لكنّ الناس مصمّمون على استمرارها".
والسباق الواحد يتكون من عدة أشواط، يختلف في كل منها عدد الخيول المتسابقة.
البدويون في إسرائيل
يعيش في إسرائيل أكثر من 260 ألف بدوي، بشكل رئيسي في صحراء النقب، وهم جزء من المجتمع العربي الذي يشكل ما يقرب من خُمس سكان إسرائيل البالغ عددهم 9,3 ملايين نسمة.
وينحدر عرب إسرائيل من فلسطينيين بقوا على أرضهم بعد قيام الدولة العبرية عام 1948، ويشتكون من التمييز والتهميش لصالح أفراد الأغلبية اليهودية في البلاد.
وقال المتحدث باسم الشرطة في النقب زيفان فريدين إن السباقات ليست محظورة، مضيفًا: "لا نمنع هذه السباقات. لدينا مشكلة فقط عندما تشكل اضطرابًا عامًا أو تعرض الناس للخطر، لأنها تحدث أحيانًا بالقرب من الطرق".
وتترافق سباقات الخيل في العادة مع المراهنات، لكنّ الحاضرين في مضمار أبو تلول رفضوا تأكيد تقارير تفيد بحصول مراهنات بآلاف الدولارات أسبوعيًا خارج الموقع.
ونفى زكريا شمروخ، المالك والمدرب في المضمار، مزاعم المقامرة غير القانونية، وقال لوكالة فرانس برس: "هل ترى المال هنا؟ إنها مجرد هواية".
وأشار فريدين إلى أن الشرطة ليست في صدد اتخاذ إجراءات صارمة ضد المراهنات، إذا كان ذلك يحصل أصلًا، قائلًا "لا أعرف شيئًا عن الرهانات وليس كل سباق ينطوي على رهانات. ليس لدي مشكلة مع الأشخاص الذين يمارسون هذه السباقات. مشكلتي فقط عندما يعرّض ذلك الناس للخطر".
ويتجه البدو بشكل متزايد الى الاستقرار التدريجي في مناطق حضرية، ويعيش حوالى 40% منهم منذ فترة طويلة في قرى غير معترف بها من اسرائيل.
وهم يُصنّفون باستمرار على أنهم أفقر مجموعة في إسرائيل، ويشتكون على غرار العرب الآخرين، من التهميش وسوء المعاملة من الحكومة المركزية.
وتسود توترات في منطقة النقب احتجاجًا على مصادرة اراضيهم، لكنّ بعضها مدفوع أيضا باتهامات من يهود إسرائيليين يلقون باللائمة على البدو في ارتكاب نسبة عالية من الجرائم الصغيرة، لا سيما السرقة.
وضمّ حشد الذكور المشاركين في السباق في يوم الجمعة الأخير ما لا يقل عن يهودي إسرائيلي واحد رفض الكشف عن اسمه. وعرّف عن نفسه بأنه صاحب جواد لم يكن مشاركًا في السباق ذلك اليوم.
ودعا شمروخ اسرائيل إلى دعم السباقات، معتبرًا أنها توفر فرصة لتعزيز العلاقات بين المجموعات الثقافية.