أكد الرئيس القبرصي أن بلاده لا تزال تستقبل أكبر عدد من اللاجئين في الاتحاد الأوروبي مقارنة بعدد سكانه ودعا إلى إيجاد حلول أوروبية من خلال السعي لتحقيق التوازن الصحيح بين المسؤولية والتضامن الملموس.
كان اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره القبرصي نيكوس كريستودوليديس في قصر الإليزيه بباريس فرصة لمناقشة القضايا الأوروبية الرئيسية على غرار الحرب في أوكرانيا والوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط واستقبال اللاجئين.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "اجتماعنا اليوم، وبالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا وإعداد المجتمع السياسي الأوروبي، سيكون أيضًا فرصة لمناقشة قضايانا الأوروبية الرئيسية. تتلاقى مواقفنا بشكل كبير حول أهمية عملنا لتعزيز السيادة الأوروبية في مسائلنا في الدفاع والطاقة والصناعة. لقد قمنا بالفعل برسم أجندة طموحة في المجالس الأخيرة حول هذه الموضوعات المختلفة التي يجب أن نواصل طرحها".
وأضاف ماكرون مخاطبا نظيره القبرصي: "إلى جانب هذه القضايا، سنتباحث أيضًا حول الوضع الإقليمي في شرق البحر الأبيض المتوسط. ولا سيما بشأن مسألة قبرص. أعرف، عزيزي نيكوس، التزامكم، وكذلك رغبتكم في بناء حل دائم. وأنتم تعلمون ذلك ويمكنكم الاعتماد على دعم فرنسا في هذا الأمر، سواء من خلال الدبلوماسية أو من خلال الوضوح العسكري الذي كنا نلجأ له دائمًا عندما تهز التهديدات أو محاولات التصعيد منطقة شرق البحر المتوسط".
ولا تزال قبرص تستقبل أكبر عدد من اللاجئين في الاتحاد الأوروبي بالمقارنة بعدد سكانها وقد دعا رئيسها إلى إيجاد حلول أوروبية من خلال السعي لتحقيق التوازن الصحيح بين المسؤولية والتضامن الملموس.
أما الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس فقال: "يجب أن يكون للاتحاد الأوروبي دور قيادي في المسألة القبرصية. الاتحاد الأوروبي هو الذي يقرر ماهية الوسائل الضرورية لقيادتنا إلى المنفعة المتبادلة. دور فرنسا هام للغاية لأنه الدور الوحيد لعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لذا نعتمد على دعمكم لاستئناف المحادثات من حيث توقفت". وأضاف كريستودوليديس: "لا تزال جمهورية قبرص تستقبل أكبر عدد من اللاجئين في الاتحاد الأوروبي بالمقارنة بعدد سكانها: هذه مشكلة أوروبية، ويجب إيجاد حلول أوروبية من خلال السعي لتحقيق التوازن الصحيح بين المسؤولية والتضامن الملموس".
وأصبحت قبرص مؤخرا مقصدا للمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين، فهي تعتبر منذ العام 2018 نقطة جذب مع استمرار الأزمة السورية، ومع تشديد اليونان إجراءاتها لمنع المهاجرين وطالبي اللجوء من الوصول إلى أراضيها عن طريق تركيا من جهة أخرى. وسبق وأن أعلنت الحكومة القبرصية حالة الطوارئ، إذ قال مسؤولون محليون إن بلادهم أصبحت تواجه ضغوطًا لا يمكن التغلب عليها من استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
وفي أواخر عام 2020، كان يوجد في قبرص ما يقارب من 20 ألف طالب لجوء، لتصبح بذلك أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي تعالج طلبات لجوء بالنسبة لعدد سكانها الذي لا يتجاوز 900 ألف نسمة.