تظل الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مغلقة أمام الغالبية العظمى من المهاجرين المحتملين. ولهذا أصبحت المكسيك بديلاً للكثيرين، حيث سجلت البلاد رقماً قياسياً جديداً من طلبات اللجوء في العام الماضي، نحو ضعف الرقم القياسي السابق.
تمارس واشنطن ضغوطاً سياسية هائلة على المكسيك لمنع الناس من عبور الحدود. ويُنظر إلى الانتهاكات والعنف على طول الطريق على أنها شكل غير رسمي من أشكال الردع.
ولا شك أن استمرار اختفاء الأشخاص، هو أحد أسباب تقدم نحو 130 ألف شخص بطلب اللجوء في المكسيك العام الماضي، أي بنسبة 30 في المائة أكثر مما كان عليه في العام السابق.
في كثير من الحالات، يكون الأمر مجرد شراء الوقت لتجنب الترحيل، وفي حالات أخرى، يُنظَر إلى المكسيك باعتبارها بديلاً محتملاً لتجربة الحظ في الولايات المتحدة، وهي الظاهرة التي تستنزف قدرات المكسيك ومواردها المؤسسية المحدودة.
وتقول ميلاغرو، طالبة لجوء فنزويلية:" مررنا بكل الصعوبات في المكسيك. أردنا الخروج منها بسرعة. استمر المسؤولون في سرقتنا ولم يكن لدينا المال للمضي قدماً ، لم يتركوا لنا شيئاً، بدأت الأمور تتغير".
وتضيف: "ما زلنا نريد المضي قدماً، لكنني ذهبت إلى قداس، طلب منا الكاهن الذهاب إليه، تحدثوا عن الهجرة وهو الخطاب الذي جعلني أفهم المزيد عنها وماذا كان يحدث مع عمليات الترحيل وغير ذلك. لم نرغب في المخاطرة مجدداً، لذلك قررنا طلب اللجوء هنا".
أما إيزابيلا، وهي مهاجرة فنزولية أخرى فتقول: "من الواضح أننا نخشى الخروج إلى الشارع لأننا في بلد لا نعرفه. إنه أمر خطير بسبب المافيا، بسبب كل شيء. يوجد في المكسيك الاتجار بالبشر وحالات الاختفاء وكل هذه القضايا."
وفي هذا السياق، تؤكد ماريا إيلينا راموس، أستاذة في كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة نويفو ليون المستقلة: "أنه ليس رقماً كبيراً كما قد يُظن. إذا أخذنا، على سبيل المثال، في مونتيري (عاصمة ولاية نويفو ليون في شمال شرق المكسيك وأكبر مدينة فيها)، هناك حاجة للعمالة، وهذا أمر مؤسف، لكن هذا هو الحال، توجد وظائف لا يريدها السكان المحليون لأنفسهم. لذلك نحن بحاجة إلى المزيد من الموارد".
وجدير بالذكر، أن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أعلن أن حكومته ستعزز جهودها لاحتواء تدفق المهاجرين غير الشرعيين.