داخل قبو فسيح لمتجرٍ في إحدى مباني الدائرة التاسعة عشرة بالعاصمة الفرنسية، باريس، يستمتع الزبائن بتذوق مشروبات روحية مثل"جين" و"المياه الغازية" و"ديكري"، لكنّ جميعها في هذا المتجر خالية من الكحول.
وهذه البضاعة الخالية من الكحول نما سوقُها كبديل عن المشروبات الكحولية بنسبة تتعدّى 25%، وفقاً لما أكدته صاحبة علامة "جي إن بي أر" التجارية، فاليري دي سوتر التي تزرع توت العرعر في أرضها بمنطقة النورماندي لإنتاج "جين" الخالي من الكحول، كمشروب صحي يحتفظ بطعم المنتج الكحولي ذاته.
وتشير فاليري دي سوتر إلى أن الجميع حريصون على الحصول على طعام وشراب، يتوافق مع أذواقهم ومع معاييرهم الصحية، لكنّ ما أن يحل مساء الجمعة، أو مساء السبت إلا وتجد أن ثمة من يتخلى عن تلك المعايير، التي التزم بها طوال الأيام السابقة من الأسبوع، ويأخذ يشرب ويأكل وفقاً لرغبته وشهيته وليس حسب معاييره وقناعته.
وتتابع دي سوتر قائلة: "لذا فقد أخذ السوق (المشروبات الروحية الخالية من الكحول) ينمو بنسبة 25% سنويا، وقد ساعدت جائحة كورونا في ذلك كثيراً لأنه، وكما يقال، خلال انتشار الجائحة استهلك الناس كميات كبيرة من الكحول"، مضيفة أن الكثير من الناس باتوا بعد انتهاء الجائحة يقبلون على تناول مشروبات روحية خالية من الكحول، حتى في أمسيات السهر.
ومن جهته، يقول صاحب قبو المشروبات الخالية من الكحول الذي يُطلق عليه اسم متجر "الطاووس الشارب"، أوغستين لابورد: "في الطابق العلوي (من المتجر) يمكنك تناول مشروب الـ"روم"، ولدينا الـ"ويسكي"، الـ"تيكيلا"، و"مارتيني".. باختصار ستجد المشروبات الروحية الكلاسيكية ولكّنها ستكون جميعها دون كحول".
ويشير أوغستين لابورد إلى أن صناعة المشروبات الروحية غير الكحولية هي صناعة حديثة العهد، لكنّها تلبي رغبات الكثير من أولئك الذين يريدون الاستمتاع بتناول المشروبات الروحية التي ليس لها تداعيات سلبية على الصحة كما هو حال الكحول، على حد قوله.
أمّا ماريون كويسن، وهو مواطن فرنسي في عقده السابع، فيقول في معرض تعليقه على المشروبات الروحية الخالية من الكحول: "لم أكن مقتنعاً تماماً بفكرة الاستمتاع بنبيذ أو غيره من المشروبات الروحية إن كانت خالية من الكحول"، مستطرداً بالقول: لكنّ يبدو أن المرء لن يبذل جهداً كبيراً حتى يقتنع بإمكانية الاستمتاع في تناول هذه المشروبات، كبديل عن الكحول.