بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 27/01/2023 - 20:06
شارك المئات في جنازة شمّاس قُتل بالساطور داخل كنيسته في إلخيسيراس في جنوب إسبانيا، في هجوم نفّذه مهاجر مغربي. الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023 - حقوق النشر Juan Carlos Toro/.
شارك المئات، الجمعة، في جنازة شمّاس قُتل بالساطور داخل كنيسته في إلخيسيراس، في جنوب إسبانيا، في هجوم نفّذه مهاجر مغربي، طعن أيضاً كاهناً في كنيسة مجاورة قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه بشبهة ارتكاب عمل "إرهابي".
وتقاطر المصلّون إلى كنيسة "نويسترا سينيورا دي لا بالما" حيث قُتل قبل يومين الشمّاس الستّيني دييغو فالنسيا، وغصّت بهم مقاعدها ممّا اضطر عشرات للوقوف في الخارج بينما وضع نعش القتيل أمام المذبح في وسط الكنيسة.
ومساء الأربعاء دخل رجل مسلّح بساطور كنيسة سان إيسيدرو في إلخسيراس وطعن كاهنها في رقبته، ثم توجّه إلى كنيسة نويسترا سينيورا دي لا بالما الواقعة على بُعد مئات الأمتار فحطّم عدداً من أيقوناتها وصلبانها وانقضّ على الشمّاس الذي فرّ إلى الخارج، لكنّ المهاجم لحق به وعاجله بطعنات أدّت إلى مقتله على الفور، بحسب السلطات.
وخضع الكاهن البالغ 74 عاماً لعملية جراحية، وقد تمكّن من مغادرة المستشفى. وأفاد مصدر في الشرطة وكالة فرانس برس أنّ منفّذ الهجوم ياسين قنجاع، وهو شاب مغربي يبلغ 25 عاماً، نُقل إلى مدريد حيث لا تزال الشرطة تستجوبه.
ومن المفترض أنّ يمثل المشتبه به الإثنين أمام قاضٍ في المحكمة المتخصّصة بقضايا الإرهاب بعدما فتحت السلطات تحقيقاً بـ"أعمال إرهابية مفترضة".
ياسين قنجاع
بحسب الحكومة، فإنّ قنجاع كان مهاجراً غير قانوني وموضع "إجراءات ترحيل" منذ حزيران/يونيو. ومساء الخميس، قال وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي-مارلاسكا إنّ المشتبه به "لم يكن موضع مراقبة" من قبل أجهزة الأمن في إسبانيا أو في أي دولة أخرى بشبهة "التطرّف".
ولدى سؤاله عن فرضية أن يكون المشتبه به مصاباً باضطرابات عقلية، قال الوزير إنّه لا يستبعد أيّ احتمال. وشدّد وزير الداخلية على أنّه "يجري تقييم الطبيعة الإرهابية للأحداث، لكن هناك احتمالات أخرى يجري تقييمها أيضاً".
وفي وثيقة قضائية اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، ربط قاضي التحقيق الهجوم بـ"السلفية الجهادية"، مشيراً إلى أنّ المهاجم وبعد توقيفه "صاح مرّات عدّة الله أكبر".
وأثار الهجوم سجالاً حادّاً في المجتمع الإسباني إثر تصريحات اعتُبرت معادية للإسلام، أدلى بها ألبرتو نونيز فيخو، زعيم "الحزب الشعبي"، القوّة الرئيسية في المعارضة اليمينية.
وإذا فاز الحزب الشعبي في الانتخابات المقرّرة في نهاية العام فإنّ نونيز فيخو سيصبح رئيس الوزراء المقبل. وقال نونيز فيخو "مرّت قرون منذ أن رأينا كاثوليكياً أو مسيحياً يَقتل باسم دينه أو معتقده، بينما لدى شعوب أخرى هناك مواطنون يفعلون ذلك" اليوم.
وسارع اليسار الحاكم إلى التنديد بهذه التصريحات. وقالت وزيرة التعليم والمتحدّثة باسم الحزب الاشتراكي، بيلار أليغريا، "هناك أوقات يكون فيها من الأفضل التزام الصمت والتحلّي بحسّ المسؤولية بدلاً من التحدّث بطريقة كهذه".
ويعود آخر هجوم إرهابي في إسبانيا إلى آب/أغسطس 2017، عندما شنّت خليّة جهادية هجومين أوقعا 16 قتيلاً و140 جريحاً في شارع دي رامبلاس في برشلونة ومنتجع كامبريلس الساحلي. وتبنّى تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي الهجومين.