في أعقاب انسحاب القوات الإسرائيلية من "مجمع حمد السكني" الذي تموله قطر في خان يونس، الأربعاء، تُركت المنطقة في حالة من الدمار الشامل.
مع انقشاع الغبار واستمرار تصاعد الدخان من بقاياها، يواجه سكان المجمع، الواقع المرير لمنازلهم التي تحولت إلى أنقاض.
فبعد أن عاد بعضهم، يدفعهم مزيج من الأمل والياس، لإنقاذ ما تبقى من حياتهم، وجدوا أن منازلهم، التي كانت ملاذاً لهم في يوم ما، في حالة خراب، مما يدل على القتال العنيف الذي اجتاح المنطقة لأكثر من نصف عام.
وتقول سيدة فلسطينية من سكان المجمع، وهي أم تحاول بشق الأنفاس العثورعلى كلمات لوصف الخسارة: "قالوا إن إسرائيل انسحبت من المدينة اليوم، ركضت لإحضار الطعام والماء لأطفالي لإطعامهم".
مضيفة بصوت أجش: "زوجي ليس هناـ"، فقد أخذ الجيش زوجها.
وتقول هذه الأم المفجوعة وهي تقف أمام بقايا المجمع المتفحمة، والتي عادت لتجد، كالآخرين، منزلها مُدمراً: "وجدت المبنى بأكمله مدمراً ومشتعلاً، كما ترون، ماذا يمكنني أن أقول؟"
وشردت الحرب نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ونزح أكثر من نصفهم إلى أقصى الجنوب حول مدينة رفح، ويعيش كثيرون منهم في خيام ومدارس تحولت إلى ملاجئ، وتفشى الجوع، بسبب شحة الإمدادات التي تصل إلى المنطقة..
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، أدى الهجوم الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى مقتل أكثر من 31 ألفاً وإصابة 73 ألف فلسطيني.