تخيلوا أن درجة الحرارة تفوق 40 درجة، وأنتم جالسون وقت الظهيرة في خيمة من نايلون.. في مخيمات إدلب على الحدود السورية ـ التركية، تتكرر في كل صيف معاناة النازحين، مع ارتفاع درجات الحرارة خاصة داخل الخيام، الأمر الذي يجبرهم على البحث عن حلول تخفف معاناة أطفالهم خوفاً من تعرضهم لضربة شمس.
في ظل موجات الحرّ الشديدة التي تضرب المنطقة في كل عام، يعيش النازحون في مخيمات محافظة إدلب ظروفاً قاسية ويحاولون أن يخففوا من وطأة الحرارة التي وصلت إلى درجات قياسية، لكن أغلبهم يضطرون للعمل في المزارع، تحت لهيب الشمس الحارقة، كي يكسبوا قوت يومهم.
يقول أبو جمعة، وهو مزارع يعيش في مخيم للنازحين: "نمرّ حالياً بموجة حر قوية، ونعمل لمدة عشر ساعات يوميا تحت أشعة الشمس، إذا لم نفعل فلن نضمن الدخل الكافي لإعالة أطفالنا. نأخذ 6 ليرات في الساعة ونرتدي هذه الملابس الواقية مع قبعة كي نحمي أجسادنا من ضربة شمس".
ويشكو المخيم الذي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، من شح المياه، العنصر الأساسي المتاح لهم للتخفيف من حرارة الطقس عبر رش الخيام بالماء. وكثيراً ما يعمدون لتعبئة خزاناتهم على حسابهم الخاص، إضافة إلى قدم واهتراء الخيم وانتهاء العمر الافتراضي لها.
عبثاً تحاول الأمهات، تخفيف تأثير ارتفاع درجات الحرارة عن أطفالهن، يجردونهم من ملابسهم ويضعونهم في أوعية بلاستيكة مليئة بالماء. وتفتقر الخيام إلى كافة وسائل التبريد، إذ لا كهرباء، وبالتالي لا مروحة ولا ثلاجة. بالإضافة إلى أن قماش النايلون التي صُنعت منه يضاعف الحرارة المنعكسة، ما يحولها إلى مكان لا يطاق للكبار قبل الصغار.
تقول النازحة مريم كرو: "يا رب، ارحمنا. لقد بقينا على هذه الحال خمس سنوات بأكملها".
ورغم الظروف القاسية، يظل البحث جارياً عن فسحة للحياة، البائع محمد بركات على سبيل المثال، يقدّم مشروبات مثلّجة، ويهيّئ مكاناً ظليلاً تحت الأشجار كي يرتاح فيه العابرون والهاربون من الخيام المهترئة.