في الوقت الذي يُحاول فيه بعض اللاجئين البقاء في أجواء الدفء حول النيران في مخيم جباليا للاجئين، الذي غمرته المياه، قام آخرون بجمع مياه الأمطار في براميل كبيرة لاستخدامها لاحقا بسبب ندرة المياه في القطاع المحاصر.
أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة غزة خلال الأيام الماضية إلى تضرر النازحين الذين يعيشون في المخيمات المؤقتة وجعلت ظروفهم أكثر بؤسا وزادت من إحساسهم باليأس.
وفي الوقت الذي يُحاول فيه بعض اللاجئين البقاء في أجواء الدفء حول النيران في مخيم جباليا للاجئين، الذي غمرته المياه، قام آخرون بجمع مياه الأمطار في براميل كبيرة لاستخدامها لاحقا بسبب ندرة المياه في القطاع المحاصر الذي لا يزال هدفا لغارات الجيش الإسرائيلي.
إحدى الأمهات أكدت بحزن كبير وهي تحمل رضيعتها تحت غطاء مبلل: "لقد أغرقنا المطر"، وأضافت: "لا توجد بطانيات ولا توجد ملابس. ولم نعد قادرين على تعليق ملابسنا لكي تجف. لا أدري ماذا أقول. لا توجد أسرة ولا ملابس ولا دفء، ولا طعام ليأكل الأطفال. لا يوجد حليب لهذه الطفلة التي تبلغ من العمر سنة ونصف وهي بحجم طفل حديث الولادة، ولا توجد جوارب أو أحذية لترتديها. إنها حرب الإبادة التي دمرتنا. لم تحدث مثل هذه الحرب قط في تاريخ فلسطين".
الظروف المعيشية في غاية الصعوبة في قطاع غمرته المياه وتسبب القصف في تدمير البنية التحتية حيث تجمع النازحون قرب إحدى المدراس التابعة للأمم المتحدة ونصبوا خيامهم التي اكتظت بالنساء والأطفال.
أحد النازحين قال: "أحوالنا سيئة للغاية. أثناء هطول المطر، نقيم كالمشردين في الخيام مع الأطفال والماء فوقهم ومن تحتهم، ولا كهرباء ولا ماء، والحصار شديد. لا يوجد طعام أو ماء. يمكنك القول إن حياة بسيطة للغاية مفقودة في مركز الإيواء".
وأمام المياه الراكدة والعربات التي تجرها الحيوانات قال نازح آخر: " الأحوال الجوية صعبة بالنسبة لنا وكما ترون، جميع بيوتنا مصنوعة من البلاستيك والخيام. لا يمكنها الصمود أمام هذه العاصفة. المطر تسلل إلى بيوتنا وحالتنا صعبة، وليس لدينا بطانيات أو ملابس لأطفالنا".
لقد دمرت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس مساحات شاسعة من القطاع الصغير المحاصر، وتسببت في تشريد أكثر من 85 في المائة من سكانه ودفعت بربع السكان إلى المجاعة.
وبدأت الحرب عندما اقتحم مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واختطاف حوالي 250 آخرين.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 26700 شخص في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس ولا تفرق إحصائيات الوزارة بين المقاتلين والمدنيين، لكنها تقول إن حوالي ثلثي القتلى من النساء والأطفال.