تعمل هيئة بيئة أبو ظبي على تطوير برنامج يساهم في الحد من التأثير السلبي للضغوط الطبيعية التي تتعرض لها الشعاب المرجانية الناتجة عن التغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة في قاع البحر. وذلك لإعادة تأهيلها وزيادة مساحتها في سواحل الإمارات.
خسرت الإمارات العربية المتحدة ما يصل إلى 70 في المائة من شعابها المرجانية، خاصة حول أبو ظبي، في عام 2017 عندما وصلت درجة حرارة المياه إلى 37 درجة مئوية، وفقًا لهيئة البيئة في أبوظبي.
وتستضيف الشعاب المرجانية، الطحالب المفيدة داخل أنسجتها، ولكن مع درجات الحرارة المرتفعة، ينهار التوازن الكيميائي، ليؤدي ذلك إلى ظاهرة تعرف باسم "التبييض".
ورغم أن الشعاب المرجانية في مياه الخليج العربي، التي تُعد من أشد البحار حرارةً في العالم، تتميز بمرونة عالية مكنتها من التكيف مع أعلى درجات الحرارة، إلا أن ذلك لم يحمها من ظاهرة الاحتباس الحراري التي أفقدتها لونها.
لذلك تعمل هيئة بيئة أبوظبي (EAD) على إعادة تأهيل واستزراع الشعاب المرجانية منذ عام 2021، خاصة بعد أن واجهت سواحل الإمارات حدث "التبييض" الثاني في غضون خمس سنوات فقط.
ويقوم العالم البحري حمد الجيلاني بجمع الشعاب المرجانية المتضررة ونقلها إلى مشاتل خاصة توفر لها ظروفاً مثالية للتعافي: مياه صافية ذات تيارات قوية، وقدر مناسب من ضوء الشمس. كما يتحقق الجيلاني بشكل دوري من نمو الشعاب المرجانية في هذه الحاضنات، ويزيل أي أعشاب بحرية ضارة، ويتيح للأسماك تنظيفها، حتى تصبح صحية بدرجة كافية ليتم نقلها إلى مكانها الرئيسي.
ويقول الجيلاني:" الآن يصل بعضها إلى حجم الكف، وسوف نعيدها إلى الشعاب المرجانية التي تعرّضت للتبييض لمحاولة إحيائها".
وفي النهاية، سيجذب المشروع الأسماك والكائنات الحية التي اضطرت إلى الانتقال لبيئات أخرى بسبب قلة الشعاب المرجانية التي تعتمد عليها للحماية والغذاء.
من جانبه يعمل مدير برنامج الغوص عمرو أنور على ترتيب دورات لتعليم الغواصين كيفية جمع وإعادة زراعة الشعاب المرجانية التي تضررت بعد أن اصطدمت بها زعانف الغواصين أو مرساة القارب.
لكن الاحتباس الحراري ليس التهديد الوحيد للشعاب المرجانية حول الخليج، يُضاف إليه ارتفاع حركة ناقلات النفط، والأنشطة المتعلقة بالوقود الأحفوري، والمنشآت البحرية، واستغلال الموارد البحرية، كلها عوامل تضع الحياة البحرية تحت ضغط شديد، وتؤدي إلى تدهورها.
وقد أثار بناء الجزيرة الاصطناعية "نخلة جبل علي" غضباً بين دعاة الحفاظ على البيئة، بعد أن قيل إنه دمر حوالي 8 كيلومترات مربعة من الشعاب المرجانية.
وأعلنت شركة التطوير URB عن رغبتها في زراعة 1 مليار من المرجان الاصطناعي على مساحة 200 كيلومتر مربع و100 مليون شجرة مانغروف، على شريط بطول 80 كيلومتراً من الشواطئ في دبي بحلول عام 2040.
لا يزال المشروع في مرحلة البحث والتطوير، ويأمل القائمون عليه في إنشاء تقنية ثلاثية الأبعاد لطباعة المواد التي يمكن أن تستضيف الطحالب، مثل الشعاب المرجانية.