على الرغم من المخاطر الكامنة في كل زاوية، والخسائر المروعة التي خلفتها الحرب على الصحفيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر - تشرين الأول، خرجت مراسلة حربية تبلغ من العمر 11 عامًا بجرأة إلى الشوارع، مصممة على نقل واقع الفلسطينيين.
سمية وشاح، التي تبلغ 11 عاماً، تستيقظ كل صباح وتبدأ في التحضير لتقريرها الإخباري. ترتدي سترة صحفية وتتوجه إلى الميدان لتغطية ما يجري حول المستشفيات أو في المناطق المدمرة.
وباعتبارها واحدة من أصغر الصحفيين في غزة، تقول وشاح إن مثلها الأعلى هو الصحافية المخضرمة في قناة الجزيرة شيرين أبو عقلة، التي قُتلت في مايو - أيار 2022 أثناء تغطيتها لغارة إسرائيلية على مخيم جنين للاجئين.
ويعمل والد سمية أيضًا مراسلًا تلفزيونيًا، ويساعدها على كتابة النصوص الإخبارية.
وتقول وشاح: "أحببت دائمًا أن أكون صحافية وأن أدخل مجال الإعلام. في الماضي، كنت أقلد الصحافيين دائمًا لأكون منهم، والآن أصبحت صحفيًا. لقد مررت بتجربة صعبة للغاية أثناء النزوح والانتقال من الشمال، وعرفت معاناة المجاعة لمدة 47 يومًا".
ومن أجل تسجيل مقاطعها أمام الكاميرا، تحصل وشاح على مساعدة المصور مؤمن القريناوي، الذي كان موجودًا بجانبها منذ اليوم الأول، لتعليمها كيفية الوقوف وإعداد التقارير بشكل احترافي.
ويقول مؤمن: "كصحافي فلسطيني، أواجه العديد من الصعوبات الميدانية أثناء العمل مع الناس، حيث أشعر بالكثير من الخوف والقلق، خاصة بسبب التحليق المستمر لطائرات الاستطلاع في كل مكان، ولكن علي أن أواصل عملي رغم كل المعوقات".
ووفقًا لمنظمة لجنة حماية الصحفيين غير الربحية، فإن 72 من أصل 99 صحافيًا قتلوا في جميع أنحاء العالم في عام 2023، كانوا فلسطينيين يغطون الحرب في غزة.
وعلى الرغم من المخاطر وانقطاع الاتصالات ونقص الإمدادات التي يواجهها الصحفيون في غزة، فإنهم يحاولون تغطية الحرب باستخدام ما يتوفر من المعدات رغم قلتها.
وبحسب المكتب الإعلامي الفلسطيني، قُتل ما لا يقل عن 130 إعلاميًا فلسطينيًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق ضد غزة ردًا على هجوم مفاجئ لحماس على مستوطنات إسرائيلية مجاورة للقطاع.