جاب مئات الفلسطينيين شوارع مدينة غزة التي تغيرت معالمها بالكامل وسُويت بالأرض بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها فجر الخميس، لأول مرة بشكل واسع منذ بدء عمليته البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول.
وسار الناس بصعوبة بين أكوام الحطام على طرق رملية دمرتها الجرافات الإسرائيلية، بينما جمع آخرون أمتعتهم على عربات تجرها الدواب.
ووثّقت مقاطع مصورة دماراً هائلاً في كل المناطق وبناها التحتية، وتحولت الأبراج والعمارات السكنية إلى أكوام كبيرة من الركام، ولم تسلم المساجد والمراكز الصحية من آلة الدمار.
وفي بعض الشوارع، قام الناس بانتشال الجثامين وتغطيتها بالبطانيات لدفنها في مقابر حفرت على عجل، على بعد أمتار من المنطقة التي شهدت قتالاً عنيفاً وقصفاً في الأيام الأولى من الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر .
تشهد مدينة غزة، بعض الهدوء بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من المدينة، لكن القصف المدفعي والجوي يتواصل على مدينة خان يونس وأودى اليوم بحياة 44 شخصاً على الأقل، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه طلب من الجيش التخطيط لإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص من مدينة رفح الجنوبية على طول الحدود مع مصر، قبيل الاجتياح البري.
وتؤوي مدينة رفح قرابة 1.5 مليون نازح من وسط وجنوب القطاع، لم يعد لديهم مكان يذهبون إليه.