وفق مشروع "مسح الأسلحة الصغيرة" (إس إيه إس)، يمتلك 39% من الأشخاص في صربيا سلاحاً نارياً، وهو أعلى معدل في أوروبا.
تظاهر آلاف الصرب مساء الإثنين في بلغراد للمطالبة باستقالة زعماء سياسيين ووقف الترويج للعنف في وسائل الإعلام، بعد أيام من عمليتي إطلاق نار أسفرتا عن مقتل 17 شخصاً جرت إحداهما في مدرسة.
وتجمع المتظاهرون أمام مبنى البرلمان وسط بلغراد بدعوة من عدة أحزاب معارضة يمينية ويسارية تحت شعار "صربيا ضد العنف".
أمام الحشد، قالت المدرّسة مارينا فيدوجيفيتش "نحن هنا لأنه لم يعد بامكاننا الانتظار. لقد انتظرنا طويلاً، لقد صمتنا طويلاً، لقد غضضنا البصر طويلاً". وأضافت قبل أن يغادر المتظاهرون باتجاه مقر الحكومة "نريد مدارس وشوارع وقرى ومدن أمنة لجميع الأطفال".
طالبت أحزاب المعارضة في دعوتها للتظاهر "بوقف فوري للترويج للعنف في وسائل الإعلام وفي الفضاء العام... والاستقالة"، وهي دعوة موجهة خصوصاً إلى وزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات المتهمين بالتقاعس.
وكانت استقالة وزير التربية والتعليم برانكو روزيتش من بين المطالب، لكن الأخير استقال الأحد مقدماً تعازيه لأسر ضحايا "المأساة الكارثية".
كما تطالب المعارضة بحظر برامج تلفزيون الواقع التي "تروج للعنف والفجور والعدوانية" وإغلاق الصحف الموالية للحكومة التي يتهمونها بنشر "معلومات كاذبة" بهدف إيذاء المعارضين السياسيين.
من جهتهم، اتهم العديد من قادة الحزب المحافظ الذي يتزعمه الرئيس ألكسندر فوسيتش المعارضة بـ"تسييس" عمليتي إطلاق النار وتجييرهما لاستهداف رئيس الدولة والسلطة القائمة.
وشهدت صربيا عمليتي إطلاق نار صادمتين في غضون ثمان وأربعين ساعة الأسبوع الماضي.
وقعت عملية إطلاق النار الأولى الأربعاء وهي غير مسبوقة في البلد الواقع في البلقان، وقد شهدت إطلاق تلميذ يبلغ 13 عاماً النار في مدرسة بوسط بلغراد، ما أسفر عن مقتل ثمانية من زملائه في الدراسة وحارس أمن، كما أصيب ستة طلاب آخرين ومعلّمة.
ثم قتل شاب يبلغ 21 عاماً الخميس ثمانية أشخاص ببندقية آلية وجرح 14 في قريتين على بعد ستين كيلومترا جنوب بلغراد.
بعد عمليتي إطلاق النار، تعهّد الرئيس الصربي بتنفيذ خطة واسعة النطاق لنزع السلاح. ووفق مشروع "مسح الأسلحة الصغيرة" (إس إيه إس)، يمتلك 39% من الأشخاص في صربيا سلاحاً نارياً، وهو أعلى معدل في أوروبا.