ملخص
الدجاج هو الطبق الغذائي الذي لا يمكن منافسته تقليدياً بسبب شهرته في جميع دول العالم، كما اقتحم ميدان الطعام السريع وأصبح رمزاً لثقافة "التيك أواي" بفضل تعدد منتجاته الطبيعية والمصنعة.
مثلت الدجاجة الطبق الغذائي المفضل للبشر قديماً وحديثاً، مع ذلك دخلت حكايتها اللطيفة إلى خزانة الثقافة الإنسانية من أوسع أبوابها، وذلك عبر مجالي التسلية والمنافسات الرياضية، إضافة إلى اقتحامها قديماً عوالم السحر والشعوذة، وذلك عبر الخرافات التي سيطرت مطولاً على مخيلة الإنسان.
إضافة إلى كونها طبقاً غذائياً حديثاً متعدد الأصناف ولا يمكن منافسته من بقية الأطباق، أسهمت الدجاجة لفترة طويلة من الزمن في منح الإنسان أوقاتاً مثيرة ومسلية، إذ اقتحمت ميدان الطعام الجاهز والسريع ورمزت لثقافة "التيك أواي"، فيما استغل الإنسان صفات الديك الطبيعية وعدائيته الشديدة لأبناء جنسه، لزجه في عراكات دموية تحت مسمى "عراك الديوك"، وهي الرياضة التي حرمتها كثير من الدول أخيراً، ومع ذلك أدمنها بعض البشر وما زالوا يمارسونها حتى وقتنا هذا.
لحم أبيض
حازت الدجاجة في وقتنا الراهن على منزلة رفيعة بين أطباق المائدة المفضلة للكبار والصغار في الوقت ذاته، ولذلك وصف لحم الدجاجة باللحم الأبيض مقارنة باللحوم الحمراء التي تؤخذ من الأغنام والأبقار، نظراً إلى احتوائه على نسبة عالية من البروتينات المغذية، في مقابل نسبة معقولة من الدهون.
ويعد لحم الدجاجة الأفضل في زمننا لأسباب عدة، أهمها كونه مناسباً لطبيعة العصر، خصوصاً مع تفشي دور الآلة في حياتنا وقلة النشاط البدني وانتشار السمنة بوصفها وباء متفشياً في كثير من أنحاء العالم، كما يتميز لحم الدجاجة بأنه يناسب الأطفال.
طبق مثالي
يمكن وصف الدجاجة بأنها الطبق المثالي المناسب لجميع أفراد الأسرة في وقتنا هذا، إذ حصلت مائدة طعام الإنسان حديثاً على عشرات إن لم يكن مئات الأطباق المغذية عبر هذا الكائن الصغير، ويعد لحم الصدر والفخذ والأجنحة بمثابة أطباق الدجاج الرئيسة، إضافة إلى البيض الذي يدخل في قائمة أخرى من الوجبات، فيما تمثل بقية الأطباق المطبوخة من بقايا الكائن وجبات سريعة وخفيفة لا تحتاج إلى الطبخ في كثير من الأحيان التي من أشهرها السلامي والنقانق وغيرها.
قيمة غذائية
يكمن سر عشق الإنسان لأطباق الدجاج في طبيعة القيم الغذائية الكامنة فيها، التي تناسب الإنسان المعاصر بشكل يفوق جميع الوجبات الأخرى من اللحوم، وتقول لغة الأرقام إن الحصة الواحدة من لحم صدور الدجاج المطهو تحتوي على 142 سعرة حرارية، 28 منها من الدهون، فيما يحتوي الصدر المطهو على 73 مليغراماً من الكوليسترول.
ووفقاً لمقالات على مواقع متخصصة فإن أفخاذ الدجاج تحتوي على 135 سعرة حرارية تشكل الدهون منها أكثر من ثمانية غرامات، فيما يحتوي جناح الدجاجة على 81 سعرة حرارية، وبذلك يكون سر الدجاجة غذائياً كامناً في تنوع توزيع السعرات الحرارية والدهون وفق نسب ملائمة لأنواع عدة من الحميات التي يقون بها الإنسان المعاصر للحفاظ على صحته ورشاقته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصف الدجاج بأنه الطائر الذي لا يطير بسبب قصر أجنحته وذيله، لكنه وفق الفراعنة "طائر ينجب كل يوم"، ولا يوجد في العالم جنس حيوي من فصيل واحد وصل عدده في 2018 إلى 23 مليار نسمة سوى الدجاج، بمعنى أنه أكبر شعوب العالم على الإطلاق، وذلك لأنه يتكاثر بشكل مكثف ويحسن الإنسان جنسه طبيعياً واصطناعياً منذ قرون بهدف الحصول على لحمه وبيضه، إذ بلغ عدد الدجاج في العالم في 2011 نحو 19 مليار طائر حول العالم.
وتقول إحصاءات ودراسات عبر الموسوعة العلمية الأوروبية ومعجم اللغة الإنجليزية الكلاسيكية المعاصرة الحديثة لعام 1999 إن هناك شيئاً مختلفاً في جينات هذا الطائر، مما يجعله حيواناً متطوراً بنجاح طوال معرفة الإنسان به، التي بدأت مع القرنين الرابع إلى الثاني قبل الميلاد.
دجاجة الأدغال
قبل وصوله إلى مائده الطعام بشكله المعهود حالياً، عرف الإنسان الدجاج بتسمية دجاجة الأدغال، ثم عبر منافسات رياضية من خلال مبارزة الديوك، وقبل ذلك كان الديك أيضاً، وهو ذكر الدجاج موضوعاً أساسياً في السحر والشعوذة، إذ دخل عرف الديك عوالم الخرافة من أوسع أبوابها، ومع وصول الإنسان إلى عصر العلم والمعرفة منعت جميع هذه الأنشطة بشكل تدريجي إلى أن تلاشت بشكل شبه تام من الوجود، مع أنها تظهر بين حين وآخر في دول معينة مثل الفيليبين والهند وحضارات قليلة أخرى، نظراً إلى أن معرفة الإنسان بهذا الكائن توطدت من خلالها.
يعود أصل الدجاجة إلى آسيا والهند والأناضول، وعبر هذه الحضارات انتقلت إلى إسبانيا وأوروبا والعالم الغربي عبر الفيليبين، وإلى مصر الفرعونية عبر سوريا القديمة وبابل، ثم إلى أنحاء العالم كافة.
التربية المكثفة
ميزة الدجاج الكبرى تكمن في نوعه وحجمه، فهو كائن مستأنس بامتياز، إذ يمكن تربية الدجاج في مختلف البيئات البشرية الرئيسة مثل الريف والمدينة، ويربى الدجاج حديثاً في البيوت وفي المناطق الزراعية والقروية، وحتى في المدن وفوق أسطح المنازل وفي الأحواش والمناطق الضيقة.
وأشهر أنواع المنتجات الغذائية التي يحصل عليها مربو الدجاج هي اللحم والبيض، إضافة إلى تطوير منتجات عديدة من اللحوم المغذية التي سهلت معرفة الإنسان بالتقنية والآلة الحصول عليها من خلال طبخ جميع مكونات هذا الطائر، ومن أشهرها النقانق واللانشون والسلامي وغيرها من المنتجات.
يربى الدجاج اللاحم في المزارع ضمن مناطق مكتظة، وفي مساحات مغلقة تماماً يتحكم المربي بها بشكل كامل، وفي تلك المساحات الضيقة يحصل الدجاج على الأدوية والطعام والشراب بشكل منتظم، ويختلف علف الدجاج اللاحم عن الدجاج البياض، إذ يوضع النوع المخصص للبيض في أقفاص أو خانات يتحكم المربي بها أوتوماتيكياً بهدف تحفيز الدجاج على وضع البيض طوال السنة.
ويلجأ المزارع إلى خداع الدجاج البياض عبر التحكم في إضاءة المكان بشكل يحاكي ضوء النهار في فصل الصيف، وهي الفترة التي يكثف فيها الدجاج وضع البيض طبيعياً، وذلك لزيادة الإنتاج ومضاعفة المحصول.
على مائدة الطعام
بين المقلي والمشوي والبروست والمقرمش، عدا عن الدجاج المعد مع الرز بكل أنواعه، تتعدد وصفات الطعام الناتجة من ثلاثة من أشهر مكونات هذه الوجبات التي يحتويها الدجاج، وهي الصدر والفخذ والجناح.
ويتميز صدر الدجاج غذائياً بارتفاع السعرات الحرارية وقلة نسبة الدهون، فيما يخصص فخذ الدجاج للأطفال كونه يحتوي على نسبة دهون أعلى ونظراً إلى طراوته، وتعد أجنحة الدجاج المتبلة والمقلية واحدة من أشهر أطباق المقبلات التي يستمع الكبار تحديداً في تناولها مع البهارات وكثير من الفلفل.
من جهة أخرى يعد الدجاج مع الرز في منطقة الخليج العربي أكثر أنواع أطباق الدجاج شهرة، ومنها المندي والمظبي والمدفون وغيرها من الأطباق الخليجية الشهيرة.