"سيرة".. فرقة روك نسائية سعودية تتحدى قيود المجتمع وتمزج بين التراث والحداثة

منذ 6 أشهر 69

فرقة "سيرة" النسائية لموسيقى الروك، تمزج بين الألحان العربية التقليدية مع موسيقى السايكيديليك، وتلقى رواجاً كبيرا في المملكة العربية السعودية.

تأسست الفرقة عام 2022 بعد أن التقت "ميش" و"هيا" و"نورا"عبر تطبيق "إنستغرام"، حيث تبادلن شغفهن بالموسيقى التي تأسست في ستينيات القرن الماضي، وبدأن كتابة أغنية تتناسب مع أبناء جيلهن، ولاحقًا انضمت الفتاة الرابعة "ثينغ" لفرقة،  حين التقت بهن في حفل كانت تعزف به.

وتجمع "سيرة" بين الفن العربي والإنجليزي، وجاءت بحسب العضوات الأربع، لتنصهر معها الحدود بين ألوان الموسيقى بالألحان المبهجة والحيوية وتنقلها ما بين "البوب" و"الروك" محتفظة بثقافتها الشرقية.

وقالت ميش، عازفة الغيتار في الفرقة: "لم نكن نعرف كيف سيكون رد فعل الناس.. كنا نؤمن بالتعبير عن الذات، ولدهشتنا استقبلونا بأذرع مفتوحة".

تدور أغاني فرقة "سيرة" حول التجارب الحياتية لعضواتها الأربع، وجميعهن مواطنات سعوديات، يغنين باللهجة السعودية، بينما ترتدي عازفة الطبول "ثينغ" نقابًا أحمر مطرزًا على الطريقة التقليدية.

وتقول: "رأيت أن هذا النقاب يعكس الثقافة والتراث والجذور، وفي الوقت ذاته هو مثال رائع للتعبير عن المزج بين الأصالة والمعاصرة، وهو لب هوية أغانينا."

وتوضح فرقة سيرة أنها ليست أول فرقة نسائية في المملكة، فأول فريق غنائي نسائي كان "ذي أكوليد"، الذي تأسس عام 2008 ولم يكن يعزف موسيقاه في حفلات عامة. إلا أن الأمور تغيرت بشكل جذري في البلاد خلال السنوات الأخيرة، في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد.

ففي عام 2018 حصلت المرأة على حق قيادة السيارات، كما تم افتتاح دور سينما ومراكز ترفيهية أخرى، ولم يعد ضروريًا على النساء ارتداء عباءة سوداء خارج المنزل.

وتشهد السعودية انفتاحًا في مجال الفنون، حيث نظم فريق سيرة حفلًا في وقت سابق من هذا الشهر في "ذي ويرهاوس"، وهي مساحة مخصصة لإقامة الحفلات الموسيقية في حي الدرعية بالرياض.

وقالت ثينغ: "أصبحت الأمور أفضل بالتأكيد، وأكثر شمولية وذات منظور أوسع. وهناك بالتأكيد مجال لمزيد من التطور".

ويعتزم فريق "سيرة" إصدار ألبومه الغنائي الأول في وقت لاحق من هذا العام، إضافة إلى حفلهن الأول بالخارج في دبي.

وقالت العضوة نورا إنها تريد أن تكون الفرقة "مصدر إلهام لجيل الشباب" للتعبير عن أنفسهم، مضيفة: "لا ضرر في أن تتصرف بالطريقة التي تريدها طالما أنك لا تؤذي أحدا".