سيدتي، لا تقلقي من ظهور الشعر الأبيض لديك

منذ 1 سنة 135

لن تسمح أخصائية تلوين الشعر جو هانسفورد التي رافقت الملكة كاميلا على مدى 35 عاماً وأخريات على غرار ليز هورلي بأن تتسلل الخصل الرمادية إلى شعر الملكة القرينة زاعمةً بأن ذلك سيجعلها تبدو كالأمهات المملات.

كوني أماً، أود أن أسأل ما الخطب في أن نبدو كأمهات؟

لعلي بدوت عام 2016 و2018 وكأنني خارجة من الأدغال عندما ولد طفلَي. ولكن ما الضير في ذلك؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يُعتبر مصطلح "الأمهات المملات" mumsy الذي استخدمته مصففة الشعر كلمة تنم عن ازدراء تعني "قديم الطراز ويلازم المنزل وباهت"، وتجعلنا نحن الأمهات نشعر وكأننا لسنا جيدات بما فيه الكفاية.

لعله ليس أمراً جذاباً أن تكوني مغطاة بقيء الطفل وترتدي ملابس واسعة كما فعلت أنا بنفسي لسنوات عدة، ولكن يُسمى ذلك بتقديم أولادك عما عداهم من الأمور الأخرى. فهل يُعتبر حمل كيس متاجر "سينزبوري" طويلاً وتفضيله على حقيبة مصمم مشهور جريمة؟

متى أصبحت أماً، يصبح كل شيء عملانياً، عليك الانتقال من موقعٍ إلى آخر من دون أن تفرغي من الوجبات. ويصبح الاستحمام وتنظيف الأسنان وارتداء الملابس أمراً بغاية الصعوبة للأمهات اللواتي لديهن أطفال صغار.

والحقيقة هي أنه لا خطب أبداً من أن تكوني أماً. بل إنها كلمة "أم مملة" أو mumsy التي تنطوي على معنى سلبي فهي تبدو غير جذابة على الإطلاق.

ربما لا يتسنى لي متسع من الوقت للحصول على جلسة طلاء أظافر أو تصفيف شعر (لأنني أعتني بطفلَين وأدير وظيفتي أيضاً)، ولكنني أعرف الكثير من الأشخاص الذين يبدون "كالأمهات المملات" من دون أي أولاد حتى.

أن تبدي أماً مرهقة أو متعبة لا يعني أن تهملي نفسك بل أن تكوني مرتاحة مع نفسك وشخصك.

بعد ولادة طفلتي الأولى لولا، كنت لا أزال أرتدي سراويل الجينز الخاصة بالحمل بعد سنة من ذلك. وبُعيد ولادة طفلي الثاني، تساءل الناس إن كنت حاملاً مجدداً لأنني لم أفقد الوزن الذي اكتسبته عندما كنت حاملاً بالطفل.

ولكن بالنسبة لبعض الأمهات من المشاهير، يُعتبر ذلك، أي الظهور بمظهر الأمهات المملات أو النمطيات" أمراً غير وارد على الإطلاق ومنطقة محظورة حتماً. ولهذا تستخدم بعض النجمات أماً بديلة لحمل أطفالهن وبهذا لا يتحتم عليهن العودة إلى وزنهن المثالي بسرعة من أجل الدور في الفيلم المقبل.

بيد أنه بالنسبة لسائر الأمهات مثلنا، يكون من المستحيل ألا نبدو "أمهات مرهقات" ويجب تقبل ذلك كتقبل النساء اللواتي لا يجدن مشكلة في ظهور الشعر الأبيض.

مع ذلك، لا يُتوقع من الأمهات أن تلعبن دور النساء الخارقات وحسب، بل أن تظهرن كذلك أيضاً.

مصطلح "الأم المملة" هو مصطلح ينم عن تحيز جنسي. وهو يضع النساء تحت الضغط لتظهرن جذابات طوال الوقت وهو هدف شاق مع طفل مولود حديثاً.

بطريقةٍ ما، لا تنطبق تلك القواعد علي. فقد حظيت على طفلَي بواسطة التلقيح الاصطناعي بالسائل المنوي لزوجي بعد عامين على وفاته. بقدر ما كان ذلك محزناً بالنسبة لي، شكل ظهوري بمظهر الأم المملة واحداً من أعظم أشكال الراحة التي حظيت بها.

لطالما وضعت حدوداً حيال توصيل الطفلين إلى المدرسة بملابس النوم ولكنني لم أهتم مطلقاً بإطلالتي. فقد أمضيت سنوات أحاول التخلص من سعيي إلى الكمال. كنت دائماً نحيفة جداً قبل أن أرزق بالطفلين لأنني اعتقدت ذلك جذاباً. ولكن، كوني أماً، أدرك أنه أكثر أهمية أن يشعر أولادي بالحب والرعاية وليس بالإهمال لأنني في صالون تصفيف الشعر أو في صفوف اللياقة "سول سايكل" Soul Cycle وأنا أرتدي ملابس رياضية بتوقيع مصممين مشهورين.

هنالك الكثير من التوقعات التي تقع على عاتق المرأة كي لا تبدو "أماً مملة"، ولكن إن كان لا بد من استخدام هذا المصطلح، نحتاج إذاً لمصطلح آخر خاص بالرجال أيضاً.

قررت أن أخترع كلمة جديدة dadsy وهي المرادف الذكوري للمصطلح. والواقع أن ارتداء ملابس رياضية والتسكع في أنحاء المنزل طوال اليوم وعدم تبديلها أبداً حتى في مناسبة اجتماعية - هو أمر شائع تماماً لدى الرجال.

وفيما تُعبر أخصائية صباغة الشعر الخاصة بكاميلا عن رفضها لمظهر "النساء المملات"، فهي تقوم بإهانتنا نحن الأمهات. الحقيقة هي أن عدم الاهتمام بشكلٍ مفرط بشكلك ومظهرك عندما تكونين أماً بدوامٍ كامل هو نوع من أنواع الاعتناء بالنفس.

أشعر بالسعادة أنه بوسعي الشعور بالراحة من مظهري وأن أكون "مملة" في إطلالتي نوعاً ما. لم يكن لدي أبداً شعر أبيض ولكن لو حصل ذلك لما أطلقت على الأمر تسمية "مملة". بالطبع، بالنسبة لبعض الأشخاص سيبدو الأمر شبيهاً بالتحول إلى جدة gransy.