بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 30/03/2023 - 20:01
أشخاص يصطفون أمام صيدلية في لوزان في سويسرا يوم الاثنين ، 23 مارس/آذار، 2020. - Copyright Laurent Gillieron/AP
تدرس سويسرا، الدولة الرائدة في مجال العقاقير، السماح لمواطنيها بشراء منتجات القنب من الصيدليات لأغراض ترفيهية.
وكانت الحكومة الفدرالية في سويسرا قد بدأت في العام 2019، بسلوك هذا الاتجاه، من خلال إطلاق مشاريع تجريبية في بعض المناطق، سمحت لحوالي 5000 شخص بتدخين القنب بشكل قانوني، مما أدى إلى إدخال تغييرات في القوانين التي تحظر استهلاك القنب الهندي والتي يعود تاريخ صياغتها إلى عام 1951.
قبل أن توافق قبل أيام، على إطلاق برامج تجريبية ممائلة لاستهلاك وبيع القنب في مدن رئيسية أخرى، مثل زيورخ وجنيف ولوزان.
وتهدف هذه التجارب إلى دراسة تأثير الإمداد المنظم للقنب على استهلاك المستهلكين وصحتهم.
وبحسب وزارة الصحة السويسرية، طالب حوالي 70 في المائة من المواطنين بتحرير قوانين القنب في العام 2021، أي بنسبة أكبر بـ 12 بالمئة عن أولئك الذين طالبوا بقرار مشابه قبل ثلاث سنوات.
ويقول مارك والتر، أستاذ في الطب النفسي من جامعة بازل: "سلكت سويسرا اتجاها مختلفا، من خلال ذهابها مباشرة نحو التشريع، كما هو الحال في بعض الولايات الأمريكية وكندا وأوروغواي"، وبالطبع أنا أفضل هذا الخيار كعالم، لأن الفكرة ترتكز على إجراء تجارب محددة تخلص إلى نتائج واضحة ومن ثم وضع نماذج تنظيمية محددة على أساس هذه النتائج.
وكانت السلطات قد سمحت في أبريل/نيسان من العام 2020، لمئات الأشخاص في مدينة بازل بشراء القنب من الصيدليات لأغراض ترفيهية، بموجب برنامج تجريبي.
وشمل هذا المشروع التجريبي الحكومة المحلية وجامعة بازل وعيادات الطب النفسي بجامعة المدينة. وسمح لهم بشراء القنب من تسع صيدليات تشارك في البرنامج التجريبي لمدة عامين.
ومن بين آلاف المتقدمين للتجربة الأولى في المدينة الواقعة بالقرب من الحدود السويسرية مع فرنسا وألمانيا، بلغ عدد الأشخاص الذين تم اختيارهم 400 شخصا وتراوحت أعمارهم بين 18 و 76 عامًا.
وبعد مرور عامين ونصف، تم استجواب جميع من شاركوا في هذه التجارب من قبل مختصين لمعرفة تأثير المادة على صحتهم العقلية والجسدية.
وكان المكتب الفيدرالي للصحة العامة، قد أكد حينها أن أي شخص (من بين المشاركين) سيتم إلقاء القبض عليه وهو يحاول بيع الحشيش سيعاقب ويطرد من المشروع.
وكانت دراسة أنجزتها الحكومة السويسرية قبل سنوات قد خلصت إلى أن فردا واحدا من كل أربعة شباب يدخن الحشيش على نحو شبه منتظم.
وذكرت مصادر محلية، أن حوالي 3000 شخص من سكان زيورخ سيتمكنون من بشراء جرعات منظمة من الحشيش للاستخدام الشخصي في إطار مخطط مدته ثلاث سنوات، بدءا من الصيف. إلا انهم سيضطرون إلى إكمال استبيان كل ستة أشهر حول عاداتهم الاستهلاكية وصحتهم.
وسيتمكن المشاركون باستثناء النساء الحوامل والسائقين المحترفين والبالغين الذين يعانون من مشاكل صحية بسبب تعاطي المخدرات، من شراء القنب من الصيدليات والمستوصفات والنوادي.
وأفاد لوكاس مايستر، صاحب إحدى الصيدليات المشاركة في البرنامج، أن "الناس سعداء، لأنه وللمرة الأولى سيتمكنوا من شرائها (القنب) بشكل قانوني".
واعتبر بول ( 42 عامًا)، وهو أحد المواطنين المشاركين، طلب عدم نشر اسمه الأخير، أن هذا القرار "أفضل بـ1000 مرة" مما كان يفعله، مشيرا أنه كان يشتري على مدى السنوات الـ 25 الماضية، المنتجات التي يريدها من "أشخاص غريبين أو مجرمين" في الشارع.
واشار إلى هذه الخطوة تسمح له بالحصول على "حشيش عضوي نقي" يزرع في سويسرا وتضمن السلطات السويسرية جودته.
واعتبر المكتب الفيدرالي للصحة العامة في وقت سابق أن الفكرة من وراء هذه البرامج هي فهم "الأشكال التنظيمية البديلة" بشكل أفضل، مثل المبيعات المنظمة لدى البائعين الرسميين.
وبموجب القانون، يحظر زراعة وبيع الحشيش في سويسرا إلا أن هيئة الصحة العامة تقر بأن استهلاك المخدر منتشر على نطاق واسع في البلاد.
وكانت هولندا أيضا، قد أطلقت مؤخرًا برنامجًا تجريبيًا لبيع القنب في بلديتي تيلبورغ وبريدا.