سوريا تتصدر الترتيب.. ما هي الدول العربية التي تعاني من هجرة الأدمغة والكفاءات؟

منذ 1 سنة 128

تشكل هجرة الأدمغة من الدول العربية هاجسًا لدى بعض الحكومات، لما لذلك من تأثيرات سلبية على مستوى الحياة في البلاد.

وما زاد من حدة الأزمة، هو هجرة الأطباء التي ضربت قطاع الصحة في أكثر من دولة عربية، خصوصًا بعد جائحة كورونا، حيث فتحت بعض الدول الغربية المجال أمام الكثيرين للانتقال للعيش فيها، مع محفّزات مادية ومهنية كبيرة.

ورغم أن ظاهرة هجرة العقول العربية بدأت منذ القرن التاسع عشر و ازدادت وتيرتها في القرن العشرين و خصوصًا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفق تقارير لجامعة الدول العربية، فإن فترة نهاية القرن الـ20 وبداية القرن الـ21، شهدت زيادة في هذه النسب.

كما أن للثورات العربية التي انطلقت شرارتها من تونس عام 2011، وما تبعها من أحداث في معظم الدول العربية، دفع مواطني هذه البلدان، وتحديدًا النخب، إلى السفر بحثًا عن الاستقرار.

ووفق تقرير لموقع Global Economy المتخصص بدراسة الآفاق الاقتصادية للبلدان، اتضح أن بلدان العالم العربي تتفاوت في ما بينها على صعيد مغادرة الكوادر العلمية.

وإذ تصدّرت سوريا المشهد، نظرًا للحرب الدائرة منذ سنوات هناك، كانت قطر الأفضل من بين هذه البلدان من جهة قلة هجرة الكفاءات.

هجرة الأطباء

من جهة أخرى، نشرت منصة ستاتيستا الإحصائية تقريرًا يوضح ترتيب الدول التي شهدت أكبر نسبة من هجرة الكوادر الطبية المدرّبة، وإذا تصدرت الهند المشهد بمغادرة 74455 طبيبًا البلاد عام 2021، كانت مصر في المرتبة الأولى عربيا بعد سفر 12525 طبيبًا.

ووفق دراسات لـ"الأونيسكو" والجامعة العربية والبنك الدولي، فإن العالم العربي خسر ثلث طاقته البشرية في ظل هجرة الأدمغة التي تشهدها بلدانه.

وأشارت هذه الدراسات إلى أن وجهة الكوادر العرب كانت بمعظمها دول أوروبا وأستراليا وكندا.

ولفتت إلى أن ما يُقارب من 50% من هؤلاء هم أطباء متخصصون، و23% تقريبًا مهندسون، أما النسبة المتبقية فهم اختصاصيون في مختلف المجالات.

ووفق هذه الدراسات، فإن الأزمة تكمن في أن 54% من الطلاب العرب الذي يسافرون للعلم، لا يعودون إلى أوطانهم لندرة فرص العمل.

وتعد نسبة هؤلاء كبيرة في الدول الأوروبية، وعلى سبيل المثال، 34% من الطلاب في بريطانيا هم من دول عربية. كما أن 100 ألف طبيب ومهندس يأتون  إلى المملكة المتحدة سنويًا قادمين من الأردن ومصر والعراق وتونس والمغرب والجزائر.

كل هذه الأرقام، دفعت المتخصصين والمؤسسات العالمية إلى توجيه تحذيرات للدول العربية من أنه في حال استمرار هذا التدفق في الكفاءات، فإن تلك البلدان ستشهد تراجعًا على مستوى الخدمات، كما أنها لن تتمكن من الوصول إلى المستويات المطلوبة من النمو.