بدأ السلطان العماني هيثم بن طارق أول زيارة له إلى طهران، يلتقي خلالها بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبحث التطورات الإقليمية والدولية. وتأتي هذه الزيارة في خضم تقارب دبلوماسي على خلفية "المصالحة" الإيرانية السعودية قبل نحو ثلاثة أشهر في بكين، كانت مسقط أحد أطراف الوساطة فيها.
وصل سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، الذي سبق أن أدّى دور وسيط بين إيران ودول غربية في ملفات مهمة منها الملف النووي، إلى طهران في زيارة تستمر يومين. وكان في استقباله ظهر اليوم الأحد، النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، في مطار مهرآباد الدولي.
وأكّد وزير خارجية السلطنة بدر بن حمد البوسعيدي في منشور على تويتر أن "هذه الزيارة التاريخية تعكس الأهمية التي توليها قيادة البلدين لدعم أسباب السلم والاستقرار والازدهار".
وتأتي زيارة السلطان العُماني بعد زهاء عام من زيارة قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى مسقط، تخللها توقيع اتفاقات تعاون.
وأضاف البوسعيدي في تصريح لموقع "شؤون عمانية" أن توقيت هذه الزيارة يأتي "في خضم مرحلة جديدة وإيجابية للعلاقات الإقليمية، ما يدعو" دول المنطقة "إلى دعمها والتشاور والتعاون لحلّ العديد من الملفات والقضايا الحالية".
بينما أكّد ديوان البلاط السلطاني أن الزيارة تأتي "تعزيزًا لروابط الصداقة بين سلطنة عُمان والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة الصديقة، وتوطيداً للعلاقات المُثمرة وحسن الجوار بينهما وتلبيةً للدّعوة الكريمة من فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي"، وسيتخللها بحث "مختلف التطورات على الساحتين الإقليميّة والدوليّة، وتعزيز كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التّعاون القائمة بين البلدين".
وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، على رغم قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران.
وسبق لسلطنة عمان أن قامت بوساطة بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لعام 2015 بين طهران وست قوى دولية كبيرة.
وانسحبت الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران. وبدأت أطراف الاتفاق، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، مباحثات تهدف لإحيائه في نيسان/أبريل 2021، لكنها تعثرت اعتبارا من أيلول/سبتمبر الماضي.
تأتي زيارة بن طارق لطهران بعد أسابيع من إبرام السعودية وإيران اتفاقا برعاية الصين في آذار/مارس، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. وعززت طهران مؤخراً تواصلها مع عواصم خليجية شهدت العلاقة معها فتوراً في الأعوام الماضية مثل أبوظبي والكويت.
كما تأتي في ظل تقارير عن تواصل بين طهران والقاهرة قد يفضي لرفع التمثيل الدبلوماسي بينهما الى مستوى سفير.
وكان السلطان هيثم قد زار مصر الأسبوع الماضي، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كذلك أدت مسقط أدواراً في تبادل سجناء بين الجمهورية الإسلامية ودول غربية.