سرق مصرفاً لشراء اليانصيب! منفِّذ أكبر عملية سطو في تاريخ الصين الذي حُكم عليه بالإعدام

منذ 2 سنوات 234

كان موظف البنك الصيني، رين شياو فنغ، يبحث عن طريقة من أجل تحسين وضعه المالي، لكن بطريقة سهلة، وغير خطرة، فقرر اقتراض المال من البنك الذي يعمل به، لكن بطريقة غير قانونية.

لم يكن رين يتوقع أن فكرته هذه، ستكون أسوأ فكرة يقوم بتنفيذها في حياته، إذ إن عملية السرقة التي قام بها، بمشاركة موظفين آخرين في البنك، جعلت منهم من بين أكثر المجرمين المطلوبين لدى العدالة في الصين.

وبعد إلقاء القبض عليهم، كانت النهاية جد مأساوية، وهي الحكم عليهم بالإعدام، وحرق جثثهم بعد ذلك.

خطة ناجحة لسرقة البنك الذي يعمل به دون مخاطر

كان موظف البنك المدعو رين شياو فنغ، البالغ من العمر 34 عاماً، ويشتغل في إدارة القبو الخاص بخزينة حفظ أموال البنك الزراعي الصيني في مقاطعة خبي شمال الصين، يعاني من مشاكل مادية كثيرة، بسبب راتبه الذي لا يكفي لسد حاجياته اليومية.

وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول سنة 2006، خطرت على رين فكرة، ظن أنها ستغير حياته إلى الأحسن، وستجعل منه رجلاً غنياً دون عناء.

فقرر موظف البنك سرقة جزء من المال الموجود في الخزينة المالية، وشراء مجموعة أوراق يانصيب، ثم تقشيرها كاملة، وربح قدر كافٍ من المال، جزء منه يعيده إلى البنك، والجزء الباقي سيكون من نصيبه.

خزينة المال في البنك، صورة تعبيرية|shutterstockخزينة المال في البنك، صورة تعبيرية|shutterstock

وهذا ما حصل بالفعل، إذ سرق رين مبلغ 200 ألف يوان صيني، أي ما يعادل 26 ألف دولار أمريكي، ومن أجل تنفيذ خطته، استعان برجلين يعملان في أمن البنك، ليساعدانه في مراقبة المدخل خلال عملية السرقة.

تمكن رين من إتمام سرقته بشكل ناجح، وتوجّه لشراء أوراق اليانصيب، التي كان عددها كبيراً جداً، واستغرقت منه أكثر من شهر لتقشيرها كاملة، وكانت النتيجة كما توقع تماماً، إذ تمكن من ربح مبلغ مالي كبير، مكنه من إعادة المال الذي سرقه، والاحتفاظ بجزء لنفسه.

نفس الخطة لسرقة المال من البنك.. لكن النتيجة عكسية

شعر رين شياو فنغ أنه عبقري، وفرح كثيراً بعد نجاح خطته في السرقة، والتي اعتبرها مجرد سلف من البنك دون تصريح، فقرر إعادة التجربة مرة أخرى.

وبعد مرور عدة أشهر، صرف فيها رين كل المال الذي ربحه من عمليته الأولى، قرر التخطيط للسرقة الثانية، إلا أنه في هذه المرة فكر في سرقة مبلغ أكبر بكثير من الذي سرقه سابقاً.

ومن أجل تنفيذ الخطة، التي تحتاج منه وقتاً وجهداً أكبر، وستجعله محطّ شبهات، قرر رين شياو فنغ إشراك زميل له في البنك، اسمه ما شيانغجينغ، ويبلغ من العمر 37 عاماً،، يعمل بدوره في نفس القسم الذي يديره، وذلك لكي لا يشي به عند ملاحظته نقصان المال.

تمكن رين من إقناع زميله، وفي 16 مارس/آذار 2007، استطاع الثنائي سرقة مبلغ كبير قدره 51 مليون يوان صيني، أي نحو 6.7 مليون دولار أمريكي.

عملية سطو، صورة تعبيرية| shutterstockعملية سطو، صورة تعبيرية| shutterstock

وكما هو الحال في أول عملية سرقة، قام رين وما بشراء الملايين من أوراق اليانصيب، بالمبلغ الذي قاما بسرقته، إلا أن عملية التقشير كانت أصعب مما كانا يتوقعان، واستغرقت منهما فترة طويلة جداً، جعلت العاملين في البنك يلاحظون أن هناك نقصاً في المال الموجود بالخزينة.

وفي 16 أبريل/نيسان من نفس السنة، تم التبليغ عن اختفاء الأموال من الخزينة، وكانت جميع أصابع الإتهام تشير إلى الموظفين العاملين في إدارة القبو الذي توجد به الخزينة.

التبليغ عن "رين" و"ما" منفذَي أكبر عملية سطو في الصين 

وقبل التبليغ عن اختفاء المال، شعر رين وما بالخطر، بعد عجزهما عن إعادة المبلغ الكامل للخزينة، بسبب عدم تحصيل المبلغ الكافي من أوراق اليانصيب.

فكان أول ما قاما به بعد عملية التبليغ، هو الهروب من مقاطعة خبي، والتوجه إلى مدن مختلفة، من أجل حماية نفسيهما من خطر الوقوع في يد الشرطة.

إذ سافر ما إلى مدينة بكين العاصمة، فيما توجّه رين إلى مدينة "ليانغيوناغانغ" الموجودة في مقاطعة جيانغسو الشرقية.

إلا أن الأمر لم يسر بالشكل المطلوب، فبعد يوم واحد من التبليغ عنهما، انتشرت صور الثنائي في جميع محطات التلفزيون الصينية، ونُشرت على جدران أغلب المدن، وفي الصفحات الأولى من الجرائد.

كما أعلنت الشرطة عن تقديم مبلغ مالي ضخم لمن يقوم بالإبلاغ عنهما، الشيء الذي جعل هروبهما صعباً، خصوصاً أن عملية السرقة هذه وصفت بالأكبر في تاريخ الصين بأكمله، مما جعل الجميع يتحدث عنها.

لحظة القبض على رين شياو فنغ| مواقع التواصللحظة القبض على رين شياو فنغ| مواقع التواصل

إعدام السارقين بعد سنة من عملية السطو

في يوم 18 من نفس الشهر، أي بعد يومين فقط من التبليغ عنهما، تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على ما في مدينة بكين، فيما توصلت الشرطة ببلاغ من طرف 3 أشخاص تعرفوا على وين، وهم سائق سيارة أجرة ركب معه عندما كان يريد الهرب من مدينته، وصاحب مكتب لتأجير السيارات، ثم صاحبة الشقة التي استأجرها عند الوصول إلى مدينة "ليانغيوناغانغ".

وتمكنت الشرطة من استرجاع مبلغ 5.50 مليون يوان ووجدت أن نحو 45.35 مليون يوان بددت في أوراق اليانصيب.

وبعد التحقيق معهما، تم القبض على رجلي الأمن اللذين ساعدا وين في عملية السرقة الأولى، وحُكم عليهما بالسجن لمدة 5 سنوات.

فيما حُكم على وين وما بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم في مقاطعة خبي في 1 أبريل/نيسان 2008، وتم حرق جثتيهما وإلقاء الرماد في البحر الأصفر من قِبل الشرطة الصينية.