"سحب طفل" مهاجر من أسرته في ألمانيا يثير ضجة واسعة والسلطات تعلق

منذ 1 سنة 96

بحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، "سحبت الشرطة" الطفل من عائلة مهاجرة مسلمة بعد أن "أفادت مدرسته بأن الأسرة كانت تعلم الطفل أن المتحولين جنسيا ومثليي الجنس أمر غير مقبول في دين الإسلام".

أثار مشهد مصور يظهر انتزاع الشرطة الألمانية طفلا مهاجرا عن عائلته في مدينة بريمرهافن شمالي البلاد، ضجة واسعة خلال الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وأعاد إلى الواجهة قضية "سحب الأطفال من ذويهم في أوروبا".

ويوثق الفيديو لحظات دخول رجال الشرطة ومجموعة من العناصر التابعين لوكالة حماية الطفل إلى منزل ذويه، وسحب الطفل بالقوة رغم محاولاته التملص منهم وصراخه وبكائه. 

ويظهر أفراد أسرة الطفل في المقطع وهم يحاولون إقناع رجال الشرطة بترك الطفل، قبل إخبارهم بأنه يعاني من مشاكل صحية وأنه يحتاج إلى أسرته، إلا أن أحدا لم يلتفت لدعواتهم.

وبحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، سحبت الشرطة الطفل من عائلة مهاجرة مسلمة بعد أن "أفادت مدرسته بأن الأسرة كانت تعلم الطفل أن المتحولين جنسيا ومثليي الجنس أمر غير مقبول في دين الإسلام".

وتوجه أحد ضباط الشرطة إلى عائلة الطفل، مؤكدا أنهم يقومون بتنفيذ قرار صادر عن المحكمة ومكتب رعاية الشباب المعروف بـ "يوغند آمت".

وعقب انتشار الفيديو بشكل واسع، طالت انتقادات لاذعة السلطات والشرطة الألمانية التي اضطرت في ما بعد إلى إصدار بيان لتوضح فيه حقيقة ما حدث. 

بيان الشرطة

ذكرت شرطة بريمرهافن، أن الأسباب التي يتم تداولها حول أسباب سحب الطفل غير دقيقة، دون أن تقدم أية معلومات إضافية.  وأكدت أن "مزاعم كاذبة رافقت الفيديو المتداول".

ولفتت الشرطة في بيانها الصادر يوم السبت، أن "المقطع يظهر جزءا صغيرا من إجراء أمرت المحكمة بتنفيذه لنقل طفلين لدور الرعاية". وأوضحت أن مثل هذه الخطوات تعد دائما "الملاذ الأخير ولا يتم اتخاذ مثل هذه القرارات إلا لأسباب خطيرة". 

وفي بيانها، أكدت الشرطة الألمانية أنه "لا يمكنها تقديم المزيد من التفسيرات بشأن هذا القرار"، داعية إلى عدم نشر الأخبار المضللة. 

وحظي الفيديو الذي انتشر بشكل هستيري بدعم عربي واسع. وتحت وسم "أوقفوا خطف أطفالنا" و "انقذوا المسلمين في ألمانيا" توالت ردود الأفعال التي استنكرت سحب الدول الأوروبية الأطفال من أسرهم. 

وتعليقا على الفيديو المتداول، كتبت صفا بركات عبر تويتر، "هذه هي الديمقراطية التي يتغنى بها الغرب ! يحق لأي كان التطاول على المسلمين أو رسولنا الكريم بحجة حرية التعبير لكن أن تنتقد موضوع الشذوذ والشواذ خط أحمر ! انتزاع طفل من أسرته العربية المسلمة بعد أن أبلغت مدرسة في ألمانيا السوسيال أن الأسرة تعلم أطفالها أن الشذوذ محرم في الاسلام". 

وقال أحمد علي "لمثل هذا لابد أن نغضب لمثل هذا كان في الماضي تحرك جيوش لمثل هذا كانت تفتح بلاد لمثل هذا وأقل كانت تهدم قلعا ومدن وتكسر ملوك ولا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم #انقذوا_المسلمين_في_ألمانيا". 

بدوره، قال محمد علي إن "المسلمين في ألمانيا يجبرون على ترك دينهم في حملة للقضاء على الإسلام".

في المقابل، انتقد الصحفي عادل مرزوق، الاتهامات التي وجهت إلى الدول الأوروبية بسرقة أطفال المسلمين، وغرد عبر تويتر قائلا: "هراء سرقة أطفال المسلمين في أوروبا.. في ألمانيا أو السويد أو بريطانيا أو أي دولة من دول أوروبا، السلطات لا تقوم بسرقة الأطفال المسلمين من عائلاتهم. هذا كذب صراح وتلفيق.. هناك قوانين واضحة ولا تذهب الدولة للتدخل إلا بعد دراسة مستفيضة من جانب المدرسة والسلطات المحلية وتأكيدهم". 

وارتفع عدد الأطفال المهاجرين الذين يتم إيداعهم لدى دور الرعاية التابعة لمكتب رعاية الشباب في ألمانيا خلال العامين الماضيين، بحسب تقارير محلية. 

وأقرت العديد من الدول الأوروبية، قوانين (قانون رعاية الشباب) تسمح للعاملين في الخدمة الإجتماعية إبعاء الأطفال عن والديهم قسرا، ودون الحاجة إلى الحصول على إذن مسبق من المحكمة.

وتعتبر بعض المنظمات أن مثل هذه القرارات تشكل "انتهاكا صارخا لحقوق الأسرة في تربية أطفالها".