سئمت التفكير بما عليك تناوله؟ الذكاء الاصطناعي وُجد لابتكار حمية مثالية لك

منذ 1 سنة 280

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل البروكلي أو الشمندر هو الخَيار الأفضل لصحتك؟ وما هي الأطعمة التي قد تتسبب بارتفاع مستوى الغلوكوز أو الكوليسترول في الدم أكثر؟

تُعد الأنظمة الغذائيّة المخصّصة، الأفق التالي في مجال علم التغذية، وسيلعب الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسًا في معرفة ما يجب أن يأكله كل شخص، وما عليه تجنّبه.

وفي يناير/كانون الثاني من عام 2022، انطلق برنامج طموح يُدعى "Nutrition for Precision Health"، أو "NPH" في الولايات المتحدة عندما منحت المعاهد الوطنيّة للصحة (NIH) مليون دولار لتمويل المؤسسات في أنحاء البلاد، بهدف إجراء دراسة تمتد لـ5 أعوام وتشمل 10 آلاف مشارك.

وتحدّثت CNN إلى هولي نيكاسترو، مديرة البرنامج في مكتب "NIH" لأبحاث التغذيّة، ومنسّقة البرنامج، حول أهداف المشروع، وحجمه، وقدرة الذكاء الاصطناعي على ابتكار أنظمة غذائيّة مثاليّة لكل فرد.

السؤال: هناك بالفعل الكثير من المعلومات حول الأكل الصحي. هل مقاربتك مختلفة، وما الهدف منها؟

هولي نيكاسترو: هناك الكثير من المعلومات المتضاربة، ولا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع كي يتمتعوا بصحّة جيّدة.

والهدف من "NPH"، استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزميات تتنبأ بالاستجابات الفرديّة لأنماط الغذاء، والنظام الغذائي.

ومقاربتنا مختلفة لأننا ندرس مجموعة شاملة من العوامل التي لا تُفحص عادةً في علم التغذيّة.

وستنظر دراسة "NPH" إلى كيفيّة تأثير الجينات، والميكروبيوم، وبيولوجيا وفسيولوجيا الشخص، وبيئته، ونمط حياته، وتاريخه الصحي، ووضعه النفسي، وعلم النفس والمحدّدات الاجتماعية للصحة على استجابات الأفراد للنظام الغذائي.

السؤال: من هم المشاركون؟

نيكاسترو: يُجرى تعيين مشاركين من برنامج "All of Us" البحثي (وتُديره المعاهد الوطنية للصحة) من أجل مشروع "NPH".

ويدعو "All of Us" مليون شخص في أنحاء الولايات المتحدة للمساعدة في بناء واحدة من أكثر قواعد البيانات الصحيّة تنوعًا في التاريخ.

ويأتي معظم المشاركين من مجموعات عانت من نقص في التمثيل سابقًا في مجال العلوم الطبيّة الحيويّة.

وسيسمح تنوّع مجموعة برنامج "All of Us" البحثي لـ"NPH" بفحص عوامل مثل العمر، والجنس، والعِرق، والانتماء الإثني.

السؤال: ما البيانات التي ستجمعونها، وكيف ستقومون بتحليلها؟

نيكاسترو: يشتمل "NPH" على ثلاثة نماذج.

النموذج 1: تُجمع معلومات عن الأنظمة الغذائيّة اليوميّة العاديّة لجميع المشاركين.

النموذج 2: تتناول مجموعة فرعيّة من المشاركين من النموذج 1 ثلاث وجبات مختلفة يختارها الباحثون.

النموذج 3: تشارك مجموعة فرعيّة أصغر حجمًا، ومنفصلة عن المشاركين من النموذج 1 في دراسة لمدّة أسبوعين في مراكز الأبحاث، حيث يتحكّم الباحثون بطعامها بعناية.

ويُختتم كل نموذج باختبار تحدي الوجبة.

ويمتنع المشاركون عن الطعام طوال الليل، ثم يتناولون وجبة إفطار، أو يستهلكون مشروبًا معياريًا حتّى نتمكّن من فحص استجاباتهم، مثل مستويات الغلوكوز في الدم، على مدار ساعات عدّة.

وسنستخدم تطبيقات التصوير بالهاتف المحمول، وأجهزة قابلة للارتداء يمكنها توثيق المعلومات بشأن ما يأكله الأشخاص بسلاسة.

وسيرتدي المشاركون أجهزة لمراقبة الغلوكوز، ومقاييس تسارع تعمل بشكلٍ متواصل لجمع معلومات حول النشاط البدني، وفترات الخمول، والنوم.

وسيُحلل الباحثون أيضًا العديد من المؤشرات الحيويّة، مثل نسبة الدهون في الدم، ومستويات الهرمونات، وميكروبيوم البراز.

وستربط "NPH" البيانات من برنامج "All of Us"، وتُحلّلها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

السؤال: من سيستفيد بشكلٍ أكبر من مناهج التغذية الدقيقة؟

نيكاسترو: قد تكون بعض الفوائد المباشرة المبكّرة من نصيب الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بمرض السكري، أو من يواجهون صعوبة في تنظيم مستويات السكر في الدم.

وتسمح لنا أجهزة مراقبة غلوكوز الدم، الموضوعة على الجلد، بمعرفة كيفيّة تغيّر مستويات سكر الدم لدى الفرد بعد تناول أطعمة معيّنة، أو مجموعات طعام، أو وجبات مُحدّدة، ثم التنبؤ بهذه الاستجابات بناءً على سمات الفرد.

ويساعدنا هذا على تطوير خُطط مُصمّمة خصيصًا لمنع التقلّبات الكبيرة في نسبة السكر بالدم.

ونستخدم أيضًا مناهج التغذية الدقيقة، لمعرفة مدى قدرتنا على التنبؤ بالاستجابات الأخرى تجاه نظام غذائي، ضمنًا التغيّرات في ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول في الدم، أو مستويات الدهون الثلاثية، والمزاج، والإدراك.

السؤال: ما مدى قدرتنا على تحسين صحتنا من خلال نظامنا الغذائي؟

نيكاسترو: يُعد النظام الغذائي السيئ من المسبّبات الرئيسيّة لأمراض يُمكن الوقاية منها، والموت في جميع أنحاء العالم، يعتبر محرّكًا ضخمًا لتكاليف الرعاية الصحيّة.

ويؤثرّ نظامنا الغذائي على نموّنا، وتطوّرنا، وخطر الإصابة بالأمراض، وشدّتها، ورفاهيتنا بشكلٍ عام.

ويعاني حوالي 40% من البالغين في جميع أنحاء العالم من السمنة، أو زيادة الوزن، ويعاني أكثر من 30% من ارتفاع ضغط الدم، وأمراض مُزمنة أخرى مرتبطة بالنظام الغذائي.

وأوضحت دراسات جديدة إمكانيّة تسبب سوء التغذية بوفاة واحدة بين كل 5 وفيّات.

ولدى تحسين نظامنا الغذائي إمكانات هائلة لتغيير صحة العالم.

السؤال: متى ستُصبح النصائح الغذائيّة المخصّصة متاحة على نطاقٍ واسع للجمهور؟

نيكاسترو: التغذية الدقيقة تُطبّق بالفعل.

وسيُقدِّم متخصصو الممارسة السريريّة توصيات مختلفة بناءً على الحالة المرضيّة للشخص، أو تاريخه الصحي، أو أهدافه من ناحية الصحة، والرّفاهية.

على سبيل المثال، ستبدو التوصيات الخاصّة بشخصٍ يسعى للسيطرة على مرض السكري لديه مختلفة تمامًا عن التوصيات المُقدَّمة لمن يحتاج لزيادة كتلة عضلاته.

وستصبح النصائح الغذائية دقيقة بشكلٍ متزايد خلال الأعوام المقبلة.

وعلى المدى القصير، ستُستخدم المزيد من المُعطيات لتوليد توصيات مفصلة أكثر.

وعلى المدى الطويل، آمل برؤية العوامل التنبؤيّة التي حدّدها "NPH" وهي تُستخدم كإجراء تسجيل معياريّ من قِبَل المتخصّصين في الرعاية الصحيّة.

وقد ينطوي ذلك على استخدام المرضى تقنيّات جديدة مثل أجهزة مراقبة الغلوكوز، أو المراحيض الذكيّة المختصّة بتحليل التركيب الميكروبي في البراز بالوقت الفعلي، أو القيام بتحليل بسيط للتوقيع الجيني.