وسط مؤشرات على اقتراب هجوم بري واسع يحضر له الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح المكتظة بالنازحين قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة، يزداد تخوف السكان الذين لم يعد لهم مكان يقصدونه
ويعيش هؤلاء الفلسطينيون في ظروف بائسة بعد أن نزحوا من الشمال بسبب القصف الإسرائيلي العنيف منذ أكتوبر أكثر من 120 يوما أو يزيد، بعد أن تضاعف عدد سكان المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة أكثر من خمسة أضعاف، وبات النازحون يتكدسون بالعشرات في الشقق السكنية، ونصبوا الخيام على الأرصفة والأراضي القاحلة.
يعيش 1.5 مليون شخص تقريباً هناك، أي أكثر من نصف سكان غزة، وليس لديهم مكان يفرون إليه من جحيم القصف الإسرائيلي العشوائي والمستمر الذي أدى إلى مسح أحياء كاملة في بقية أنحاء القطاع.
بعض هؤلاء السكان يترقبون بذعر الاجتياح البري، وقد سئموا من الفرار. تقول جيهان الحواجري، التي تعيش مع 30 فرداً من عائلتها في خيمة بعد أن فرت عدة مرات هرباً من الحرب المستعرة في الشمال: "إلى أين نذهب؟ لا أريد الهجرة. أريد أن أموت في بلدي. فلتفعل إسرائيل ما تريد، لن أذهب إلى أي مكان، سأبقى وأموت هنا في خيمتي".
وتقول النازحة نجاح حشيشو: "سمعنا أن الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح، لاغتيال شخص ما، لكن ماذا عنا نحن المدنيون؟ بعض الأشخاص قد يعودون إلى مخيم النصيرات ودير البلح. لكن بيتنا نحن في غزة ونريد العودة إلى غزة".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء الجمعة، أن خطة العملية البرية في مدينة رفح أعدت منذ نحو 3 أسابيع.
الإجلاء.. لكن إلى أين؟
يأتي هذا فيما أوعز بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة، للجيش الإسرائيلي بتحضير خطة لإجلاء السكان والقيام بعملية عسكرية واسعة في المدينة للقضاء على أربع فرق لكتائب القسام بحسب قوله.
ودأبت مصر من ناحيتها على التحذير من احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح سكان غزة اليائسين إلى سيناء وعبرت عن غضبها من اقتراح إسرائيلي، مفاده أن تعيد إسرائيل سيطرتها الكاملة على الممر الحدودي بين غزة ومصر "لضمان إخلاء الأراضي الفلسطينية من السلاح".
ويقول النازح إياد قليوب: "لن أتحرك جنوباً نحو مصر مهما حدث، لأن مصر لن تكون بديلاً عن وطني. كما أننا لسنا مستعدين لقبول الرحيل يوماً إلى سيناء. سنموت في بيوتنا ونموت في أرضنا".
وحذرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار من اجتياح رفح، قائلة إن على المجتمع الدولي واجب التحرك لمنع الإبادة الجماعية في غزة.
وعبر منشور على منصة إكس، تساءلت كالامار:"الإجلاء؟ لكن إلى أين؟ لا يوجد مكان يذهب إليه الفلسطينيون".