وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة اليوم الأربعاء، في زيارة رسمية لمصر، هي الأولى منذ أكثر من 11 عاماً من القطيعة وتوتر العلاقات.
تعتبر هذه الزيارة، هي الأولى لرجب طيب أردوغان كرئيس للجمهورية، منذ زار مصر كرئيس للوزراء في سبتمبر/ أيلول عام 2012.
اثنا عشر عاماً هي المسافة الزمنية التي تفصل بين الزيارتين، مرت خلالها العلاقات بين القاهرة وأنقرة بمنعطفات حادة، تزامنت مع تقلبات "الربيع العربي". وبعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان في مصر عام 2013، بلغت القطيعة بين البلدين حد سحب السفراء وتوقف التواصل الدبلوماسي، قبل أن تتحسن العلاقات تدريجيا مؤخراً، حتى التطبيع.
وفي يوليو الماضي أعلن البلدان استئناف العلاقات على مستوى السفراء. كما التقى السيسي وأردوغان وتصافحا على هامش القمة العربية الإسلامية التي استضافتها السعودية.
وسبق أن أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيسين سيبحثان خلال اجتماعهما الخطوات التي يمكن اتخاذها لوقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، وسيجريان مباحثات موسعة لدفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى تناول العديد من الملفات والتحديات الإقليمية.
وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة
وتتزامن هذه الزيارة مع وصول الحرب على غزة إلى نقطة حرجة، وتلويح إسرائيلي بهجوم بري على مدينة رفح، حيث يتكدس أكثر من مليون فلسطيني عند الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، ويعيش الكثيرون في مخيمات وأماكن إيواء مؤقتة بعد الفرار من القصف الإسرائيلي على أماكن أخرى من غزة.
وفي مستهل مؤتمر صحفي مشترك عُقد بقصر الاتحادية في القاهرة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "نفتح معا صفحة جديدة بين بلدينا، بما يثري العلاقات الثنائية ويضعها على مسارها الصحيح".
كما قال إنه توافق مع الرئيس التركي على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري وتهدئة التوتر بالضفة الغربية "حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة، وصولًا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
إقليمياً، قال السيسي إن "إسرائيل تمارس التضييق على دخول شاحنات المساعدات لغزة". من جهة أخرى قال الرئيس المصري إنه أكد مع أردوغان "على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا".
من جانبه، قال أردوغان إن الوضع في غزة تصدر جدول أعمال المباحثات مع الرئيس المصري.
وأضاف أن "توصيل المساعدات إلى سكان القطاع من أهم أولوياتنا"، موضحاً أن إسرائيل استهدفت منازل ودور عبادة ومؤسسات أممية في قطاع غزة ولم تكترث للتنديد الدولي. وأكد أردوغان على التعاون والعمل مع مصر لإعادة إعمار غزة.
وأعلن أردوغان عزم أنقرة على زيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر، مضيفاً: "نريد رفع حجم التبادل التجاري مع مصر إلى 15 مليار دولار"، كما "يمكن تطوير العلاقات مع مصر في المجال الدفاعي".