استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 15/5/2024 ميلادي - 7/11/1445 هجري
الزيارات: 19
♦ الملخص:
أمٌّ وقع بينها وبين زوجها خلاف حول كيفية تربية طفلتهما الرضيعة، فالأب يضربها، ويريد أن تكون الأم حازمة دائمًا، وتمنعها طلبَ الحاجة عن طريق البكاء، والأم لا تقوى على منعها؛ لذا يعتبرها ناشزًا، ويمنعها المال، وتسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا أمٌّ لطفلة عمرها سنة وعشرة أشهر، يختلف معي زوجي في تربيتها؛ فهو يرى أنني أدللها أكثر من اللازم، وأُلبِّي لها جميع رغباتها، وليس الأمر كذلك، إنما أكون حازمة في بعض الأمور دون بعض؛ لأنها طفلة رضيعة، أما هو فيضربها إن بكت تريد شيئًا، حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت ترتعش من الخوف أمامه، وهو يريدني أن أضربها مثله؛ حتى لا تبكي وينضبط سلوكها، زوجي شخص صالح، يصلي ويقرأ القرآن، وعلى خُلُقٍ، لكنه لا يتحمل الأصوات العالية، وسريع الغضب؛ إذ يعاني الإصابة بالقولون العصبي، ومع أقل مشكلة يعتبرني زوجة ناشزًا، ويمنعني المال حتى مواصلاتي إذا ذهبت لأهلي، فهل أنا مخطئة في تعاملي مع ابنتي؟ لا أقوى أن أمنعها البكاء، فماذا أفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكِ الله يا أختي، وأسأل الله العظيم أن يفرج همَّكِ، وأن يصلح لكِ ذريتك، وأن يسخر لكِ زوجك، وأن يجمع بينكما على خير.
هناك وقفات أُحِبُّ أن أقف عليها في حل هذه المشكلة؛ وهي:
• أشعر من رسالتكِ أن هناك فجوةً عاطفية بينكِ وبين زوجكِ، قد تكون في طريقة الحوار، والتعامل معه، وعلاقته مع أهلك، أو علاقتكِ مع أهله، وغيرها، هذه النقاط تحتاج إلى مراجعة وعلاج، وأقصد في ذلك: قبل علاج مشكلة الطفلة، لا بد من علاج المشكلات التي بين الزوجين؛ لأنها ستؤثر تلقائيًّا على تربية الأولاد؛ لذا عليكِ معرفة الخلل، ومحاولة علاجه، وهذه تحتاج إلى استشارة مستقلة.
• ذكرتِ في رسالتكِ أنه (يعاني الإصابة بالقولون العصبي)، وأنتِ تعرفين أنه إذا اشتدَّ عليه القولون، أصبح عصبيًّا ومتوترًا؛ لذا قد تخرج منه هذه السلوكيات بسبب المرض الذي يعاني منه، لذا أنصحكِ بالاهتمام به، وذلك بأن يأخذ علاجه في الوقت المحدد، ومراجعة الطبيب أولًا بأول.
• قد تكون البيئة التي تربَّى فيها الزوج بيئة متوترة وعصبية، وينتشر فيها الضرب والانتقاد؛ لذا هو تأثر بها، وبدأت تنتقل إلى أسرته، أو أنه يتعرض في عمله للانتقاد الكثير من زملائه، أو أنه يمر بضائقة مالية أو مشكلة اجتماعية؛ لذا عليكِ اختيار الأوقات والأماكن المناسبة للحوار معه بهدوء وعاطفة، لمعرفة ما يدور في قلبه وعقله، وما يؤثر عليه، ثم التخفيف عنه ومساعدته.
• ليس في كل الأحوال أنَّ رأيَ الرجل هو الخطأ، قد يكون أسلوب المرأة ومعاملتها تجعل الرجل يدخل في العصبية، وأقصد أنكِ لا تهيِّئين الجوَّ المناسب للرجل وللبنت، مثلًا: ترتيب وقت نوم البنت واستيقاظها، وأنصح أن يكون جلوسها صباحًا عند خروج الزوج للعمل، وتنام وقت نومه حتى لا تزعجه، أما أن تنام طوال اليوم، فإذا حضر والدها بدأت باللعب والبكاء، هنا تبدأ المشكلة.
• معرفة نفسية البنت، متى تبكي؟ ولماذا؟ متى تلعب؟ وبماذا؟ ماذا يُفرحها؟ وما يُضحكها؟ الرجل بطبيعته يحب البنت التي تضحك وتلعب معه، لكنه بالمقابل يكره كثرة البكاء، قليلة الأدب، التي ترفع صوتها، ملابسها غير نظيفة... كلما اهتممت بالبنت زادت علاقتها حبًّا وأُلْفَةً.
• ازْرَعي فيها الأخلاق الحسنة، مثلًا: إذا جاء أبوكِ قبِّلي يده ورأسه، العبي في الغرفة الثانية، اطلبي منها أن تُسمِّع لأبيها بعض سور القرآن، حفِّظيها بعض الكلمات الطيبة حتى تذكرها لأبيها؛ مثل: شكرًا، حبيبي، أحبك... وغيرها.
• استشارة المتخصصين التربويين في التعامل مع الطفلة؛ لأن بعض الرجال يسمع من غيره، ولا يسمع من زوجته، فإذا طلبتِ منه بهدوء باستشارة المتخصص، لعل الرجل يحسن تعامله مع بنته.
أسأل الله أن يصلح لنا جميعًا ذرياتنا، وأن يجعلهم لَبِناتٍ صالحات في المجتمع، وصلى الله على سيدنا محمد.