استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 6/3/2024 ميلادي - 25/8/1445 هجري
الزيارات: 21
♦ الملخص:
زوجة تشكو أن زوجها يخفي عنها ماله، ولا يعطيها مصروفًا في يدها، لكنه في الوقت نفسه يوفر جميع متطلبات البيت، وتسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات، علاقتي بزوجي قائمة على الحب، وهو لا يقصِّر في تلبية مصاريف البيت، لكن مشكلتي معه أنه يخفي عني ماله، ولا يعطيني مصروفًا لاحتياجاتي - إلا على فترات بعيدة - بل يعطيني بالطلب، وإذا طلبت يسأل عن السبب، وهناك احتياجات شخصية، لا أحب له أن يعرفها، ولما تحدثت معه عن سبب إخفائه المال عني، غضِب، وقد وصل الأمر بي إلى أني أنتظر الأعياد ليكون لي مالٌ خاصٌّ، مع العلم أني مبذرة فيما يخصني من مال، أما ماله فلا، سؤالي: هل زوجي بخيل؟ وما الحل؟
حياكم الله أختي، أسأل الله أن يبارك لكِ في زوجكِ، وأن يديم الود بينكما.
أقول وبالله بالتوفيق: جميلٌ أن يخصَّ الزوج زوجته بمصروف كل فترة، لكن هذا ليس واجبًا عليه، إنما الواجب أن يوفر للزوجة ما تحتاجه، ما دام في استطاعته؛ لذلك نصيحتي لكِ أختي: أن تحافظي على ما بينكما من حبٍّ، ولا تعكِّري صفوه ببحثكِ عن ماله، ما دام أن هذا الأمر يزعجه، فلا داعي له، لا سيما أنه كما ذكرتِ يقوم بطلبات البيت ولا يقصر فيها.
فالمرأة الناصحة هي التي تتغافل عما يعكر صفو حياتها الزوجية، وتتغاضى عما يجب غضُّ الطرف عنه، ولا تعطي للشيطان فرصة بأن ينزغ بينها وبين زوجها، أما قولكِ: إنكِ تبذرين في مالكِ فقط وليس في ماله؛ فالتبذير صفة مذمومة نهى الله سبحانه عنه؛ لأن المال نعمة من نِعَمِ الله علينا، والواجب علينا شكرها، ومَن شُكْرِها ألَّا نبذر فيها؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 27].
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: "والتبذير: تفريق المال في غير وجهه، وهو مرادف الإسراف، فإنفاقه في الفساد تبذير، ولو كان المقدار قليلًا، وإنفاقه في المباح إذا بلغ حدَّ السَّرف تبذيرٌ".
ولعل زوجكِ لاحظ أنكِ تبذرين في مالكِ؛ لذلك لا يكثر لكِ العطاء، وجعله على فترات، فعليكِ أن تجتهدي وتتخلصي من هذا التبذير.
وفقكِ الله لِما يحب ويرضى.