♦ الملخص:
زوجة ثانية زوجُها يحب التعدد، وهي تشعر أنه يريد الزواج بامرأة ثالثة، وتسأل: ما الرأي؟
♦ تفاصيل السؤال:
أنا طبيبة، زوجة ثانية لرجل ذي خلق ودين، زوَّجْنِيه إمام المسجد، وقبِلْتُ به لدينه وأخلاقه، ولكِبَرِ سنِّي، وقد اشترطت عليه موافقة زوجته الأولى، وقد استطاع إقناعها، ثم تزوجنا، وبعد أربع سنوات من زواج مستقر وسعيد، وعلاقة طيبة مع الزوجة الأولى، اكتشفت أنه يُرسِل لمواقع الزواج بحثًا عن زوجة، وكل اللاتي يختارهن غنيات وطاعنات في السن، فواجهته بالأمر، فما كان منه إلا أن اعتذر ووعدني بأنها نزوة عابرة لن تتكرر، سامحته وطويت تلك الصفحة، لكنه بعد شهر أصبح يقص على مسامعي قصصًا عن معددين تزوجوا امرأة ثالثة، ونجحوا في بيوتهم، وأحيانًا يعطيني دروسًا في الحب وكيفية إغراء الزوج، وأنا أستمع له، وأحاول أن أفعل ما يريده، فأنا لا أقصر في الاهتمام بمظهري وشكلي، وما زلتُ جذابة بشهادته وشهادة مَن حولي، غير أنه يتصيد لي الأخطاء، ولاحظت كثرة جلوسه على وسائل التواصل ومراسلة الشاعرات، فدب في نفسي الشك بأن ثمة امرأةً أخرى في حياته، لكن لا دليل في يدي على ذلك، وما يزيد الأمر سوءًا أنه من أسرة يشيع فيها التعدد، وأصدقاؤه يشجعونه على التعدد بحجة التجديد، صحيح أنا زوجة ثانية، لكني شديدة الغيرة، وقد أخبرته في السابق أنني لا أسمح له بأن يتزوج عليَّ ثالثة، أنا حائرة في أمري، هل أتبع شكوكي، أو أترك الأمر على ما هو عليه؟ مع العلم أنه ما زال يحبني، ويظهر الاهتمام بي، وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
ففي الحقيقة أنه ليس عندكِ مشكلة تتطلب حلًّا، كل الذي تُعانين منه فقط الغَيرة والخوف من أن يتزوج زوجكِ بزوجة ثالثة؛ ولذا فأقول لكِ مستعينًا بالله سبحانه عليك بالآتي:
أولًا: أكثري من عنايتكِ بزوجكِ، خاصة أنكِ وصفتِهِ بالرومانسي والعاطفي، ومثله يحتاج لزوجة تبادله الرومانسية والعاطفة بأشد منها؛ فلعلكِ نظرًا لانشغالكِ بمهمات الطب قصرتِ بعض الشيء في حقوقه، فتطلعت نفسه لأخرى؛ لعله يجد عندها تعويضًا لهذا النقص.
ثانيًا: ما دام زوجكِ صاحبَ دين وخلق، ويُحبكِ، ويُكرمكِ، فأكرميه أكثر، وقدِّري استقامته وخلقه، واحمَدي ربكِ أنه ليس مثل غيره ممن بحثوا عن العشيقات السيئات.
ثالثًا: أكثري من الدعاء له بدلالته على ما فيه الخير لكما، وبصرفه عما فيه الشر لكما.
رابعًا: مما يُهدئ من روعك أن تعلمي يقينًا جازمًا أنه لن يتزوج من زوجة ثالثة، إلا إن كان ذلك مُقدرًا فسيحصل، مهما حاولتِ صرفه؛ لقوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].
خامسًا: فإن حصل وأصر على الزواج وتم، فلا تستسلمي للأحزان والهموم، وما دمتِ تعتبرينها مصيبة عليكِ، فاسترجعي، واسألي الله سبحانه أن يثبتكِ، واجتهدي في منافسة الجديدة بالرومانسية والأخلاق والجمال.
سادسًا: من أخطاء بعض الزوجات بعد وجود ضرة لها مناكفة زوجها، ومخاصمته، والإكثار من اتهامه بعدم العدل وكثرة اللوم، فلا يجد عندها أنسًا ولا مودة ولا سكنًا، بينما الزوجة الجديدة تحتفي به، وتتودد له بأنواع التودد؛ فتكسب قلبه.
سابعًا: لعلكِ ترجعين لرسالة لي هنا في شبكة الألوكة بعنوان: (وصايا للأزواج المعددين ولزوجاتهم)، ففيها توجيهات تهمك وهذا رابط الرسالة:
https://www.alukah.net/social/0/134748/
حفظكم الله، ودلكما على ما فيه الخير، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.