♦ الملخص:
امرأة طُلقت بسبب إدمان زوجها للأفلام الإباحية، وإصابته بمرض الفصام، وضربِه لها، فتزوج من امرأة أخرى، وهي وزوجها يريدان العودة، لكنها تخشى أن يعود زوجها لسابق عهده.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا أم لطفل يبلغ من العمر ست سنوات، وقد حدث الكثير من المشاكل بيني وبين زوجي أدت إلى الطلاق، وكان السبب الرئيس في حدوث هذا الطلاق إدمانه مشاهدة المواقع الإباحية، أضف إلى ذلك أنه قبل الطلاق بمدة وجيزة ظهرت عليه علامات مرض الانفصام؛ ما أدى إلى تركه العمل، وهذا ما ساهم في زيادة الخلافات والصدام بيننا؛ التي كانت تصل للضرب المبرح، فضاع ما بيني وبينه من الثقة، وبعد الطلاق، حاول أن يرجعني، لكنني رفضت، وبسبب ضغط أهله عقد على امرأة أخرى بغير رضاه، ثمة حبٌّ بيننا، لكن المشاكل أفسدته، والآن أفكر أنا وهو في العودة مرة أخرى، بعد أن يقوم بتطليق زوجته؛ لأنه لا يستطيع فتح بيتين، لأنه ما زال بلا عملٍ، وعلى أمل أن نكون قد تعلمنا من أخطاء الماضي؛ وذلك من أجل طفلنا، فبمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتكِ هو:
١- زوجكِ كان يشاهد أفلامًا إباحية.
٢- وكان يضربكِ ضربًا مبرحًا.
٣- ظهرت عليه علامات انفصام الشخصية، وبسببه تركَ عملَه الوظيفي.
٤- وللأسباب السابقة طلبتِ منه الطلاق، وأصررتِ عليه وطلقكِ.
٥- الآن يحاول إعادتكِ، وأنتِ ترفضين؛ خشية عودة المشاكل بينكما.
٦- وبسبب ضغط أهله عليه عَقَدَ عقْدَ الزواج على امرأة أخرى، وهو غير راضٍ بذلك.
٧- هو يحبكِ وأنتِ تحبينه، وتريدان عودة الحياة الزوجية بينكما، لكنكِ متخوفة من تكرار المشاكل والضرب.
٨- تقولين أنكما تريدان أن تكونا معًا من أجل طفلكما، وعلى أمل استفادتكما من أخطاء الماضي وعدم تكرارها.
٩- تقولين: إنه مستعد لتطليق الثانية؛ لأنه غير قادر على فتح بيتين لزوجتين، خاصة أنه حاليًّا بدون عمل وظيفي، أو مصدر للرزق.
١٠- وأخيرًا تسألين: ما التصرف الصحيح؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: ذكرتِ عن زوجكِ السابق مجموعةَ عِلَلٍ يقف المستشار أمامها حائرًا: هل يُشير عليكِ بالعودة إليه على أمل ورجاء تحسن الوضع، أم يُشير عليكِ بعدم العودة بسبب هذه العلل؛ وهي (مشاهدة الإباحيات، سوء الخلق، الضرب، حدة الغضب، انفصام الشخصية، عدم وجود مصدر للرزق)؟
وأيضًا الغالب أن مثله إما أن يكون متساهلًا بالصلاة، أو تاركًا لها تمامًا، وترك الصلاة أو التساهل بها مصيبة أخرى، بل وطامة كبرى تستوجب ألف حساب؛ لأن بعض العلماء - ومنهم ابن باز وابن عثيمين وغيرهم رحمهم الله - يقولون بكفر تاركها كفرًا أكبر، مُخْرِجًا من الإسلام، ولا يجوز لزوجته البقاء معه.
ثانيًا: ما دمتِ استشرتِ والمستشار مؤتمن، فأقول: إن الغالب فيمن اجتمعت فيه العلل السابقة ألا يتحسن، بل قد يزداد سوءًا، خاصة مع وجود مرض انفصام الشخصية، ومع العطالة عن العمل، وحِدَّةِ الغضب.
ثالثًا: لا يجوز لكِ أن تشترطي عليه - ولو تلميحًا - أن يطلق زوجته التي عقد عليها، فإن طلقها من تلقاء نفسه دون أي تأثير مباشر أو غير مباشر منكِ، فهذا شأنه هو.
رابعًا: الحب لا يكفي وحده لبناء حياة زوجية سعيدة، مع وجود علل أخرى قادحة قد تهدم الحياة الزوجية.
خامسًا: قبل أي خطوة ادرسي وضعكِ جيدًا على ضوء ما سبق أن ذكرته لكِ، مستحضرة أن كل الاحتمالات قائمة، واستخيري الله كثيرًا.
سادسًا: وتذكري الحديث التالي: قال أبو هريرة رَضِيَ الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يُلْدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ مرتين))؛ [رواه الشيخان].
حفظكِ الله، ودلكِ على ما هو خير لكما.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.