♦ الملخص:
امرأة لم تنجب مدة ثلاث عشرة سنة، اتضح أن زوجها عقيم، وغير قابل للعلاج، وقد أخبرت أهلها أن العلاج ممكن؛ إبقاءً لأسرتها، لكنهم الآن يخيِّرونها بين العلاج أو الطلاق، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ ثلاث عشرة سنة، تأخرت في الإنجاب، فاتَّهمتْني أم زوجي بأنني عقيم، وذهبت بي إلى المستشفى، وكنت – والحمد لله – سليمة، وبعد فحص زوجي تبيَّن أنه عقيم عقمًا نهائيًّا، فتحاملت واحتملت الأمر، وأخبرت أهلي أن العلاج ممكن، رغم كرهي لهم؛ لأنني لا أريد أن تفترق عائلتي، وأسبب المشاكل، وقد تحملت من زوجي الكثير، والآن بعد مرور السنوات وتغيُّر حياتي مع زوجي للأفضل بفضل الله، يخيِّرني أهلي بين العلاج والطلاق، فماذا أفعل، وقد تأكد لنا العقم؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمشكلتكِ واضحة جدًّا؛ ولذا أقول ومن الله التوفيق:
أولًا: من أهداف الزواج إنجاب الذرية، وهذا حق للزوجين معًا، وما دمتِ متنازلة عن حقكِ في الإنجاب؛ لمصلحة بقائكِ مع زوجكِ، فليس لأحد من الأهل حقٌّ في إجباركِ على طلب الطلاق.
ثانيًا: تفاهمي مع أهلكِ بالود والرفق، وبيِّني لهم أنكِ راضية بما قسم الله سبحانه لكِ، وأن زوجكِ سيبذل وسعه في العلاج الممكن.
ثالثًا: لا مانع من بذل الجهد في العلاج من العقم، مع اليقين الجازم بأن الخير هو ما يختاره الله لكم، لا ما تختارونه أنتم؛ لقوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].
رابعًا: ومع المعالجات الطبية خذوا بالعلاجات الشرعية؛ وهي:
1- الدعاء بإلحاح بسؤال الله الذرية الصالحة؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].
٢- الإكثار من الاستغفار؛ فقد جعله سبحانه سببًا للرزق؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 – 12].
٣- الإكثار من الاسترجاع.
٤- الصدقة.
٥- مع صدق التوكل على الله سبحانه، والرضا بما قسمه لكم؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].
حفِظكما الله، ورزقكما الذرية الصالحة.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.