زوجي ضعيف جنسيا

منذ 1 سنة 173

زوجي ضعيف جنسيا


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/11/2023 ميلادي - 2/5/1445 هجري

الزيارات: 24



السؤال:

الملخص:

فتاة تزوجت في سن مبكرة طلبًا للعفة؛ إذ كانت تميل للفتيات قبل الزواج، المشكلة أن زوجها يعاني الضعف الجنسي، ولا تؤثر فيه الأدوية؛ ما ألجأها إلى ممارسة العادة السرية، ومشاهدة الإباحيات، وتنوي العودة للفتيات لتلبية حاجتها، وقد كانت تائبة عن الأفلام والأغاني، واتجهت لدراسة الشريعة وتحفيظ القرآن، لكن بعد الذي حدث، تلاشى كل شيء، وهي تخشى الانتكاسة، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري، أمٌّ لطفل، تزوجت في سنٍّ مبكرة؛ طلبًا للعفة؛ إذ كنت أميل للفتيات قبل الزواج، مشكلتي أن زوجي يعاني ضعفًا جنسيًّا، منذ سنتين أو أكثر، حاولت مساعدته كثيرًا دون جدوى، نصحت له أن يذهب إلى الطبيب للعلاج النفسي والعضوي، وساعدته كثيرًا في العلاج بالأعشاب، لكنه لا يتحسن، يتكلف الأعذار والعلل كلما اقتربت منه، ومهما تزينت له، لا نمارس الجماع إلا كل خمسة أشهر أو أكثر؛ ومن ثَمَّ فلم أعُد أشعر بأنوثتي، ولجأت إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية، ونفسي تحدثني بأن أتعرف على فتاة لتلبي حاجتي، وفي كل مرة أخاف، فأبكي وأتوب، ثم أرجع، وأنا على هذه الحال منذ تسعة أشهر، لقد كنت تائبة عن الأفلام والأغاني، ودرست الشريعة مدة، وكنت محفِّظة قرآن، وبعد هذه الأزمة تلاشى كل شيء، أخشى على إيماني أكثر من أي شيء، وأخشى الانتكاسة بعد الاستقامة، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فلا يخفى عليكِ - أختي الكريمة - أن على المسلم مسؤولية تجاه نفسه، تتمثل في حمايتها من الوقوع فيما حرم الله، بل البعد عن كل الطرق المؤدية للوقوع فيه.

ولا شك أن الله تبارك وتعالى ركَّب في الإنسان هذه الغريزة، التي تحتاج إلى إشباع؛ ولذلك شرع الزواج ورغَّب فيه؛ لحماية الإنسان من الفواحش، ولتحقيق مصالح الزواج الكثيرة، التي تمتد آثارها الطيبة طيلة حياة الإنسان، وأبرزها تحصيل الذرية، وإن أحسن واهتم بتربية الأبناء، لحقوا به في جنات النعيم؛ يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21].

ومعنى الآية الكريمة كما ورد في كتاب (المختصر في التفسير): "والذين آمنوا واتبعهم أولادُهم في الإيمان، ألحقنا بهم أولادَهم لتقرَّ أعينهم بهم، ولو لم يبلغوا أعمالهم، وما نقصناهم شيئًا من ثواب أعمالهم، كل إنسان محبوس بما كسبه من عمل سيئ، لا يحمل عنه غيره من عمله شيئًا".

ولذلك أوصيكِ بالسعي إلى حقكِ الشرعي في الزواج، ومن الخطأ أن تبقي هكذا بلا حلٍّ يضمن إشباع هذه الغريزة، ويحرمكِ من الذرية؛ فلا بد من مواجهة الزوج باحتياجكِ دون حرج، فهذا الأمر من أهم حقوقكِ كامرأة على زوجكِ، والإخلال به عيبٌ يبيح فسخ النكاح.

ولكن لا أنصحكِ بطلب فسخ النكاح ابتداءً، لا سيما وأن بينكما طفلًا.

ولكن أنصحكِ ببيان ضرركِ بشكل واضح، وإشعاره بأن الأمر غير عادي، وأن عليه المبادرة بالتماس العلاج على الفور.

والعجيب أن هناك مِن النساء مَن تدخل مع زوجها في خصومة على أمور عابرة من أمور الدنيا، ولكن ما يتعلق بصيانة دينها قد تتوانى في المطالبة به.

واعلمي أن تقصيره في حقِّكِ لا يبيح لك أبدًا إشباع الغريزة بأي طريقةٍ أخرى.

أعانكِ الله ويسر أموركِ.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.