♦ الملخص:
رجل يشكو زوجته التي تتأخر في النوم، بينما هو ينام مبكرًا، وهي توقِظه من نومه للجماع، وهو لا يحب جماعها إلا وهو مستيقظ، وقد أفهَمها ذلك مرارًا، ويسأل: ما الرأي؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في الستين من عمري، وزوجتي في الخمسين من عمرها، ولنا من الأولاد ثمانية، والحمد لله، ونحن على استقامة على طاعة الله، ونشكر الله على ذلك، ونستغفره مما نحن فيه مقصرون، ولديَّ مشكلة يسيرة فيما بيني وبين زوجتي من ناحية فراش الزوجية؛ حيث إن زوجتي هداها الله تسهر كثيرًا وإلى أوقات متأخرة من الليل (الساعة الثانية بعد منتصف الليل)، وأنا أذهب إلى الفراش مبكرًا في الساعة 10.30 أو 11 وأنام وأستغرق في النوم، وأحب أن أقضِيَ وطري معها، وأنا مستيقظ، ولكنها تأتيني وتزعجني وتوقظني من نومي لرغبتها في الجماع معها، فأضيق ذرعًا بأسلوبها وطريقتها، وقد طلبت منها المجيء إليَّ في وقت مبكر مرارًا، لكن دون جدوى، فأرشدوني إلى أسلوب أستعمله معها، مع العلم أنني أحبها، بارك الله فيكم، ونفع بكم، وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيبدو من مشكلتك الملخص الآتي:
١- زوجتك شديدة الحياء من أبنائها.
٢- تسهر إلى وقت متأخر يوميًّا، ونصحتها ولم تستجب.
٣- وبسبب الحياء الشديد من أبنائها تُفرط في حقوقك الخاصة.
٤- بينكما حب وانسجام ورغبة مشتركة في الاستعفاف، إلا أنها تصطدم بمشكلة حياء زوجتك من أبنائها؛ مما يفوت عليكما شيئًا من الانسجام والاستعفاف.
ثم تسأل عن الحل، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: لا بد أن تفهم زوجتك جيدًا أن طاعتها لك بالمعروف مُقدمة على كل شيء، وأنه لا يجوز أن تمنعك من حقوقك الخاصة بسبب الحياء؛ فليس هذا عذرًا شرعيًّا لها يسوغ لها منعك.
ثانيًا: بالنسبة للأبناء تعتذر لهم برغبتها في النوم المبكر.
ثالثًا: ذكِّرها بالأحاديث الآتية عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعن أبي هريرةَ قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا دعَا الرَّجُلُ امْرأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَات غَضْبانَ عَلَيْهَا؛ لَعَنتهَا الملائكَةُ حَتَّى تُصْبحَ))؛ [متفقٌ عَلَيهِ]، وفي روايةٍ لهما: ((إِذَا بَاتَتِ المَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجهَا لَعنتْهَا المَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ)).
وفي روايةٍ: قَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِن رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذي في السَّماءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْها)).
وعن أَبي هريرة أَيضًا: أَنَّ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لا يَحلُّ لامْرَأَةٍ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ، وَلا تَأْذَنْ في بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذنِهِ))؛ [متفقٌ عَلَيهِ، وهذا لفظ البخاري].
رابعًا: الحياء المحمود هو الحياء الذي يمنع من الوقوع في المعاصي، ومن ظلم الناس، ومن الوقوع سيئ الأخلاق، أما الذي يمنع من الحقوق الشرعية فليس بمحمود، بل تأثم بما يترتب عليه من أذية لك.
خامسًا: السهر الكثير منهي عنه لما يترتب عليه من تفويت للواجبات الشرعية؛ مثل: أداء الصلاة في وقتها، ولأنه خلاف السنة الإلهية والنبوية في جعل الليل سكنًا والنهار معاشًا، ولِما يترتب عليه من أضرار صحية مستقبلية يُحذر منها الأطباء.
سادسًا: ولا تنسَ الدعاء لها بالإعانة على تقوى الله فيك.
حفظكما الله، وبارك الله لكما في حياتكما.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.