♦ الملخص:
رجل يشكو تعامل زوجته في بيته؛ فهي سليطة اللسان، ولا تُكِنُّ له أيَّ احترام، لكنها تعامل الناس في الخارج بكل احترام ومودة، ويرى أن لديها انفصامًا في الشخصية، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
زوجتي ذات لسان سليط، تتلفظ في بيتي بألفاظ قبيحة نابية، لا تليق بامرأة مسلمة، كثيرة الصراخ بسبب ودون سبب، صراخها يمكن سماعه من مسيرة 5 كيلومترات، لا تظهر لي أي احترام، تظن بصراخها أنها تسيطر بهذه الطريقة عليَّ وعلى الأولاد، نصحتها، وهجرتها، لكن بلا جدوى، ومع ذلك كله، أراها تتعامل مع المحيط الخارجي بكل مودة واحترام، فأقول لها: لمَ لا تتعاملين معنا كما تتعاملين في الخارج؟ فترد بأننا لا نعاملها كما يعاملها الناس في الخارج، أظن أن لديها انفصامًا في الشخصية؛ فهي تعيش بشخصيتين؛ الأولى: داخل البيت، والثانية: خارجه، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتك هو:
١- زوجتك سريعة وشديدة الغضب، وسليطة اللسان في البيت، وتتلفظ بألفاظ بذيئة، أما خارج البيت فهي مؤدبة جدًّا.
٢- تقول لكم: كونوا مثل الناس تتغير معاملتي لكم.
٣- وأنت تعتقد بأن بها انفصامَ شخصية.
٤- قد تكونون ابتُليتم منها؛ بسبب ذنوب أو استهزاء بغيركم.
٥- قد يكون الذين خارج المنزل يهابونها ويتحاشَون سلاطتها، فيحسنون التعامل معها؛ هربًا لا رغبة، وأنت الآن تبحث عن حل لمشكلتك معها، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: يبدو أن لسلاطة زوجتك وبذاءتها معكم أحد الأسباب الآتية أو بعضها؛ وهي:
١- طبيعتها؛ حيث يبدو أنها قوية الشخصية، مع شدة غضب واعتداد بالرأي.
٢- يوجد احتمال أنكم السبب في جرأتها عليكم؛ إما بضعف شخصيتكم، أو بتساهلك في بداية حياتكما الزوجية، مع عنفها طبعًا في تعدل سلوكها.
٣- لا يستعبد مجالستها لنساء قويات عنيفات، علَّمْنَها هذه السلوكيات غير السوية.
٤- لا يستبعد أيضًا أنها مصابة بسحرٍ أو مسٍّ أو حسد؛ بدليل حسن خلقها خارج المنزل.
فلو كانت هذه السلوكيات طبعًا متأصلًا، لم تستطع الانفكاك عنه مع الغير، ولاشتُهر ذلك عنها، ولَنَبَذَها القريب والبعيد.
ثانيًا: والحل الذي أراه هو في الآتي:
١- الدعاء لها.
٢- كثرة الاستغفار؛ فلربما ابتليتم بسبب ذنوب لم تأبهوا لها؛ قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].
٣- ولربما أنها كانت في بداية حياتكما ممتازة جدًّا، وكنتم تثنون عليها أمام الناس، أو كانت هي مَن تثني كثيرًا على حسن تعاملك معها؛ فأصابتكم عين حاسدٍ؛ ولذا فلعل من العلاج رقية أنفسكما أنت وهي بالرقية الشرعية، والرقية علاج من الأمراض الحسية والمعنوية، ومن الأمراض المعنوية شدة الغضب، وسوء الخلق.
٤- أكثرا من الاسترجاع؛ فهو علاج عظيم الأثر.
٥- حافظا على الواجبات والسنن الشرعية، خاصة الصلاة في أوقاتها، وتلاوة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والصدقة؛ فهي كلها أسباب عظيمة للحماية من الشرور، وللبركة في الحياة الزوجية.
ثالثًا: أما إن كانت سلوكياتها الخاطئة مزمنة معها منذ أن تزوجتها، فهي إذًا طبع خُلِقت عليه، وقد يصعب تعديله، وليس أمامك - بعد بذل الأسباب السابقة - إلا أحد أمرين؛ هما:
١- إما الصبر والتحمل من أجل أبنائك.
٢- وإن كنت لا تستطيع أبدًا تحمل أذاها، فلتلجأ للاستخارة في الاستمرار معها، أو تطليقها، ولن يخيبك الله، سيدلك سبحانه على الأرشد لكما ولأبنائكما.
حفظكما الله، ودلكما على ما فيه صلاح لكما ولأبنائكما.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.