المشتبه به عبد المسيح طلّق زوجته أخيرا وهو في أوائل الثلاثينيات وعاش سابقا عشر سنوات في السويد حيث حصل على وضع لاجئ في نيسان/أبريل، وفق ما أفادت مصادر أمنية وطليقته وكالة فرانس برس.
أثار الهجوم الذي وقع في وضح النهار في حديقة مزدحمة في مدينة أنسي الفرنسية (جنوب شرق البلاد)، وأسفر عن إصابة 6 اشخاص بينهم 4 أطفال استياء واسعا في فرنسا.
وكان الناطق باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران أفاد، أن اثنين من الأطفال الأربعة الذين أصيبوا في هجوم الخميس ما زالا في "حالة طوارئ مطلقة".
وأحد الأطفال المصابين بريطاني وآخر هولندي. ونقل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و36 شهرا، إلى جنيف وغرونوبل (جنوب شرق) بعد تلقيهم إسعافات أولية في موقع الحادث.
وفي آخر المعطيات، نشرت وكالة "فرانس برس" مكالمة هاتفية أجرتها مع زوجة منفذ هجوم أنسي السابقة والتي وصفت الأخبار بأنها "فظيعة"، موضحة أنها لا تتواصل معه منذ ثمانية أشهر ولا تعلم أين يعيش حاليا وليس لديها أية معلومات عن حالته النفسية.
في الفيديو الذي يوثق لحظات تنفيذ الاعتداء، يظهر رجلا وهو يرفع ذراعيه إلى السماء ويهتف "باسم المسيح" مرّتين باللغة الإنجليزية قبل أن ينقض على كل من يمر بجانبه ويبدأ هجومه مستخدما "سكين قابل للطي من نوع أوبينيل".
وهاجم المهاجم الذي كان يرتدي سروالا أسود قصيرا ويضع وشاحا أزرق على رأسه، الأطفال، وبدا وكأنه في حالة هستيرية.
ماذا نعرف عنه؟
يُدعى عبد المسيح. ح، وهو لاجئ سوري ويبلغ من العمر 32 عاماً، كما أظهرت رخصة قيادة كانت بحوزته.
ولد في 1991 ولم يكن تحت تأثير المخدرات أو الكحول أثناء تنفيذه الاعتداء.
هو موجود في أنسي بدون عنوان ثابت، منذ خريف 2022 (قبل 7 أشهر تقريبا).
حصل منذ نيسان/ أبريل على حق اللجوء في السويد، التي أقام فيها عشر سنوات، بحسب وزارة الداخلية الفرنسية.
وصل إلى فرنسا نهاية العام الماضي، حيث تقدّم بطلب لجوء في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. ورفضت الحكومة الفرنسية هذا الطلب في بداية الشهر لأنه لاجئ أصلا في السويد.
وكان أمامه شهر آخر للاستئناف، ولذلك فإن وضعه يعتبر قانونياً من وجهة نظر قوانين الاتحاد الأوروبي.
أفاد في ملف اللجوء الخاص به، بأنه مسيحي من سوريا، متزوج من سويدية (من الشرق الأوسط) وأب لطفل ييلغ من العمر 3 سنوات، وانفصل عن زوجته منذ نحو عام.
وبحسب مصادر قريبة من التحقيق كان يتحدث اللغة الانجليزية فقط خلال اعتقاله وقال إنه "مسيحي من سوريا". وكان يضع صليبا عند توقيفه.
شهادة زوجته
تقول الزوجة في مداخلة هاتفية مع "فرانس برس"، إنه "كان لطيفا"، مشيرة إلى أن عبد المسيح قرر مغادرة السويد بعد فشله في الحصول على الجنسية السويدية، وبعد أن رفضت هي مغادرتها أيضا لأنها نجحت في الحصول على وظيفة، بدأت المشاكل ومن ثم قررا الانفصال، وانتقل وحده إلى فرنسا.
وأخبرت السيدة التي لم يتم الإعلان عن هويتها، أنها التقت بزوجها السابق في تركيا ومن ثم انتقلا إلى السويد وتزوجا بعد مرور عامين.
وأفادت أنه في آخر مرة تواصل معها قبل 4 اشهر، أخبرها أنه يعيش في كنيسة في فرنسا: "تحدثنا قليلا ولكني لا أعرف المزيد، كان يختفي في كل مرة لذا لا أعرف المزيد"، مضيفة أنه على تواصل مع عائلته.
وفي اتصال مع والدته التي تعيش في الولايات المتحدة منذ عشر سنوات، قالت لفرانس برس، إن المشتبه به كان يعاني "اكتئابا حادا"، مضيفة أن رفض السلطات السويدية منحه الجنسية "ربما دفعه إلى الجنون".
في هذا السياق، أفادت هيئة الهجرة السويدية بان عبد المسيح تقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة وحصل عليه في العام 2013، لكنه فشل في عدة مرات من الحصول على الجنسية منذ عام 2017.
بعد "الهجوم الجبان" .. ماكرون في أنسي
وعقب زيارة رئيسة الوزراء إليزابيت بورن ووزير الداخلية جيرالد دارمانان المدينة الخميس، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي استنكر الخميس "هجوما جبانا" إلى أنسي الجمعة برفقة زوجته بريجيت.
وأعلنت المدعية لين بونيه ماتي الجمعة في تغريدة على تويتر، تمديد توقيف الطاعن.
وقال مصدر قريب من التحقيق، أن حالة الرجل "تسمح باحتجازه" بعد خضوعه لفحص نفسي.
وبحسب النيابة العامة الفرنسية، لا تزال دوافع المهاجم الذي أمضى الليلة محتجزا لدى الشرطة وقد يبقى كذلك لمدة تصل إلى 48 ساعة، غامضة في هذه المرحلة "من دون وجود دافع إرهابي واضح".
من جهتها، قالت النائبة العامة لين بونيه-ماتيس الخميس "التحقيق الجاري سيحدد الدافع" مضيفة أنها "لا تستطيع استبعاد تصرف لا مبرر له في هذه المرحلة".
والمشتبه به عبد المسيح م. طلّق زوجته أخيرا وهو في أوائل الثلاثينيات وعاش سابقا عشر سنوات في السويد حيث حصل على وضع لاجئ في نيسان/أبريل، وفق ما أفادت مصادر أمنية وطليقته وكالة فرانس برس.
وقالت زوجته السابقة التي طلبت عدم كشف اسمها "اتصل بي قبل حوالى أربعة أشهر. كان يعيش في كنيسة"، مضيفة أنه غادر السويد لأنه لم يتمكن من الحصول على جنسية البلد.
وكان هذا الوالد لطفل يبلغ ثلاث سنوات في وضع قانوني عندما وصل إلى فرنسا قبل بضعة أشهر. وفي طلب لجوء جديد قُدِّم إلى فرنسا في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، صنّف نفسه "مسيحيا من سوريا" بحسب مصدر في الشرطة. وكان يضع صليبا عند توقيفه.
وبحسب دارمانان، أخطرته السلطات الفرنسية الأحد الماضي، 4 حزيران/يونيو، بأنه لا يمكنه الحصول على حق اللجوء في فرنسا لأنه حصل عليه في السويد. ولدى سؤاله عن الصلة المحتملة بين هذا الرفض والهجوم أشار إلى "صدفة مثيرة للقلق".
وفي أنسي، أقيم مذبح صغير مع شموع وورود بيضاء ورسائل مساء الخميس في زاوية من الملعب حيث وقع الهجوم.