ملخص
غيرت جائحة كورونا كل شيء. فعندما أُجبرنا على أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر، أدركنا أننا كنا نعيش حياة روتينية مرهقة، وأننا لم نقض وقتاً كافياً مع أطفالنا. عندها قررنا أنه حان الوقت لتغيير حياتنا بالكامل
باع زوجان بريطانيان منزلهما في مدينة مانشستر بقيمة 400 ألف جنيه استرليني (500 ألف دولار أميركي) لشراء قرية فرنسية بأكملها. وتقول ليز ميرفي (47 سنة) وزوجها ديفيد (55 سنة) إن حياتهما تحسنت منذ مغادرة المملكة المتحدة والانتقال إلى قرية لاك دي ميزون التاريخية، بمنطقة بواتو شارانت في جنوب غربي فرنسا في يناير (كانون الثاني) 2021.
واستخدم الزوجان المبلغ المالي الذي باعا بها منزلهما، المكون من ثلاث غرف نوم، لشراء ستة منازل عمرها 400 عام، وحظيرتين وأرض مساحتها ثلاثة أفدنة، وحولا قريتهما الهادئة إلى مشروع سياحي ناجح للعطل الصيفية، إذ تم حجز جميع المنازل الثلاثة بالكامل لعطلات صيف 2024. واليوم ليس في نيتهما العودة إلى بريطانيا.
وتخلى الزوجان عن وظائفهما في مجال الإذاعة، وباتا يستمتعان الآن بحرية العمل المستقل وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ويصفان هذا الشعور بأنه "رائع".
وفي ظل استمرار أزمة كلفة المعيشة في المملكة المتحدة، يشعر ليز وديفيد بأن أسلوب الحياة الذي كانا يحلمان به من الصعب تحقيقه على أرض الواقع في إنجلترا، وأن فرنسا أصبحت الآن "موطنهما".
وتقول ليز، وهي أم لطفلين من بلدة ألتيرينشام في مانشستر: "لقد كنا مشغولين للغاية أخيراً، إذ تم حجز جميع منازلنا تقريباً هذا الصيف، وحتى في فترات الموسم الهادئة، استضفنا نزلاء في معظم عطلات نهاية الأسبوع. وعلى رغم أن أعمال التجديد مستمرة دائماً، فإننا انتهينا من معظمها. لقد مضت أربع سنوات منذ انتقالنا إلى هنا، وأصبحنا معتادين على ترتيب المنازل وصيانتها، وأصبحنا أكثر كفاءة في إدارة الأمور اليومية".
وأضافت ليز: "لكن جز العشب لا يزال يستغرق ساعتين ونصف بسبب مساحته الشاسعة. هذه هي وظائفنا بدوام كامل الآن، وهي مختلفة تماماً عن وظائفنا المكتبية السابقة. كل يوم يحمل تحديات جديدة، وكل ما نفعله هو من أجلنا ومن أجل عائلتنا. صحيح أننا أحببنا المملكة المتحدة، لكننا لا نندم على قرارنا بالانتقال إلى هنا، وليس لدينا أي خطط للعودة. إنه شعور رائع أن نتحكم في مصيرنا بأنفسنا".
وأعرب ديفيد عن ارتياحه للحياة الجديدة في فرنسا، قائلاً: "نشعر باستقرار أكبر هنا. لا يوجد مدير تنفيذي يمكنه أن يقرر فجأة تسريح نصف الموظفين لتوفير المال، كما كان يحدث في وظائفنا السابقة".
كان الزوجان يعملان في وظائف مرهقة في قطاع الإذاعة بالمملكة المتحدة، إذ كانا يقضيان ساعات طويلة في العمل، وشعرا بأنهما عالقان في دوامة الحياة الروتينية المرهقة.
ولكن بعد أن طلب منهما أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر في عام 2020، أدرك الزوجان حلمهما بمغادرة حياتهما في مانشستر بإنجلترا، وامتلاك منزل خاص بهما في فرنسا.
وعندما وجدا ضالتهما في تلك المساحة الشاسعة من الأرض، قررا بيع منزلهما في مانشستر، والمضي قدماً في مغامرتهما الفرنسية برفقة طفليهما توم (13 سنة) وشارلوت (تسع سنوات)، ووالدة ليز وزوج والدتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتصف ليز حياتهما السابقة قائلة: "كنا نعيش حياة عملية مرهقة، والأطفال كانوا يقضون وقتهم في نوادي ما بعد المدرسة، كما لو كنا نركض على جهاز مشي بلا توقف".
وتضيف: "لكن جائحة كورونا غيرت كل شيء. فعندما أجبرنا على أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر، أدركنا أننا كنا نعيش حياة روتينية مرهقة، وأننا لم نقض وقتاً كافياً مع أطفالنا. عندها قررنا أنه حان الوقت لتغيير حياتنا بالكامل".
وتتابع ليز: "لقد حلمنا بالانتقال إلى فرنسا لأعوام، وفجأة شعرنا بأن الوقت قد حان لتحقيق هذا الحلم. حتى والدتي وزوج والدتي قررا الانضمام إلينا وبيع منزلهما في المملكة المتحدة".
ويعترف الزوجان بحبهما للمملكة المتحدة، لكنهما يؤكدان أن جودة حياتهما قد ارتقت بصورة ملحوظة في فرنسا، مما يجعل العودة إلى الوطن أمراً غير مطروح.
وتقول ليز: "لا يتعلق الأمر بكلفة المعيشة فقط، بل بجودة الحياة التي ننعم بها كعائلة. لدينا الآن وقت أطول لنشاطات أخرى، ونستمتع بأسلوب حياة أبسط وأكثر هدوءاً".
وتضيف: "صحيح أن الأسعار ترتفع في كل مكان، بما في ذلك فرنسا، لكننا نشعر باستقرار أكبر هنا. كما أن الطقس الجميل يلعب دوراً كبيراً في تحسين حياتنا".
يتحدث ديفيد عن طموحاتهما المستقبلية في القرية، قائلاً: "لدينا خطط كبيرة لتطوير القرية، ونرغب في مواصلة أعمال الترميم وتحسين منزلنا. ونطمح أيضاً إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة".
ويختم ديفيد: "لم يكن بالإمكان تحقيق ما حققناه اليوم لو بقينا في المملكة المتحدة. لقد تعلمنا الاعتماد على أنفسنا وإنجاز كثير من الأمور، ولولا ذلك لكنا أنفقنا أموالاً طائلة على الاستعانة بالمتخصصين. الآن، نتعلم كل شيء من خلال مشاهدة مقاطع اليوتيوب، ونقوم بالأعمال بأنفسنا".