زراعة الشعر ... السر الذي لا يتحدث عنه الرجال

منذ 1 سنة 162

خضع وين روني لواحدة من تلك العمليات، ويبدو أن إيلون ماسك أجرى واحدة أيضاً. يشاع أن الأمير هاري وماشين غن كيلي أنفقاً كثيراً من المال على عمليتيهما. نفى مات هانكوك إجراء واحدة في وقت سابق من هذا العام، مما يعني أنه يمكننا التطلع إلى الكشف الفاضح الذي يوضح بالتفصيل كلف العملية ومن تحملها في الوقت المناسب. في حين لا تزال أعمدة القيل والقال مليئة بأخبار الممثلين المشاهير والرياضيين العالميين الذين قرروا أنه حان الأوان للقيام بذلك، من المنصف القول إن عمليات زراعة الشعر لم تعد حكراً على أصحاب الملايين القلقين حيال مظهرهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، لا يزال ينظر إلى العمليات على نطاق واسع على أنها حركة يقوم بها الرجال خفية آملين في ألا يلاحظها أحد أو يستفسر عنها، بدلاً من شيء يتم توثيقه ومناقشته بانفتاح مع الأصدقاء والعائلة والزملاء. مثل معظم المواضيع التي يتوقع من الرجال تاريخياً التزام الصمت حيالها، فإن إخفاء القلق من الصلع هو طريق مختصر لخفض الاعتداد بالنفس وإضعاف الصحة العقلية.

في عام 2021، خضع أكثر من 613 ألف رجل لعمليات زراعة الشعر، تراوحت أعمار معظمهم بين 26 و35 سنة، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد مع استمرار تحسن كل من القدرة على تحمل كلفة العمليات وسهولة الوصول إليها. الأقل وضوحاً هو مدى سرعة التعامل بطبيعية مع هذه العلاجات، لا سيما في مجتمع يعتبر الموضوع الوحيد الأكثر تسلية من الصلع هو محاولة تجنبه. تعد السخرية منه موضوعاً خالياً من المحاذير - بالتأكيد في المملكة المتحدة، حيث سخرت أماندا هولدن أخيراً في أكتوبر (تشرين الأول) الفائت من عملية الزرع التي خضع لها جيمي كار.

الدكتور ماتي راجبوت البالغ من العمر 42 سنة، هو أحد جراحي زراعة الشعر الرائدين في المملكة المتحدة، ومل في هذا المجال لأكثر من 11 عاماً. بدأ يعاني شخصياً تساقط الشعر قبل حوالى سبعة أو ثمانية أعوام، وفي النهاية أجرى عملية زراعة شعر في 2019. يتذكر قائلاً: "كنت أشبه بمهرج مطاعم مكدونالدز، أتفهم قصدي؟ كان الصلع في منطقة الصدغين... لقد وصلت إلى مرحلة لم أكن حتى ألتقط أي صور، أنت تصبح قلقاً من الأمر من دون حتى أن تدرك ذلك".

بالنسبة إلى الدكتور راجبوت، كانت مزحة قالتها والدته حول تساقط شعره هي التي دفعته إلى التفكير في العملية، ويبدو أن الهجوم "الممازح" اليومي - سواء كان يتحول إلى تنمر صريح أو لا - كثيراً ما يستشهد به كدافع للرجال الذين يختارون الخضوع للعلاج. يضيف: "حتى في برنامج ’مباراة اليوم‘ [على بي بي سي]، يشير [المقدم] غاري لينيكر دائماً إلى شعر [المحلل] آلان شيرر الخفيف، ولا يستطيع الرجل المسكين الرد إلا بالضحك".

ازدواجية استنكار العامة للذات والبؤس المعاش في الخفاء، هي قاسم مشترك بين الرجال الذين تحدثت إليهم. يتذكر لي بينيت، البالغ من العمر 29 سنة من سالفورد ويعمل في مجال العلاقات العامة، أنه بدأ يفقد شعره في عمر الـ16 سنة لما كان يمر "بمرحلة التشبه قليلاً بنجوم موسيقى الروك" وتسريح غرته الطويلة الملساء إلى جانب وجهه.

لم يكن تساقط الشعر مصدر إزعاج فقط بالنسبة لـ لي، بل كان أزمة صحة عقلية. يقول: "صدقاً لا أستطيع حتى العثور على الكلمات التي تصف كم كان شعوري مروعاً... لم أرغب في الخروج، لم أرغب في النظر في المرآة، لم أرغب في فعل أي شيء. شعرت بانزعاج شديد".

نظراً إلى أن 70 في المئة من الرجال يعانون تساقط الشعر – وبشكل لافت، يلاحظ رجل من بين كل أربعة أول علامات الصلع حتى قبل بلوغه عمر 21 سنة - فليس من المستغرب أن علاج تساقط الشعر صناعة بمليارات الدولارات، لا تشتمل فقط على عمليات الزرع التي لا يزال ينظر إليها غالباً على أنها ملاذ أخير، لكنها تضم تشكيلة واسعة من الشامبو والمساحيق والموس والبخاخات والعقاقير، وتقريباً كل المواد الأخرى الصالحة للاستهلاك التي يمكن تخيلها والتي تعد بتكثيف الشعر أو حتى المساعدة في إعادة نموه.

إذاً، هل نقترب الآن من نقطة تشبع ثقافي ستشهد تراجع وصمة العار المرتبطة بعمليات زراعة الشعر مع زيادة شعبيتها؟ لي ليس متفائلاً، لكنه يعتقد بأن مزيداً من النقاش المفتوح في العمليات سيحدث فرقاً – بخاصة ذلك الصادر عن أشخاص مثله كانوا سعيدين بالنتائج. يعترف قائلاً: "إنها بصراحة أفضل شيء قمت به على الإطلاق... لقد غيرت شعوري تجاه نفسي كثيراً".

يرى لي أيضاً أن هذا يمثل أزمة في الهوية الذكورية المغايرة جنسياً على وجه الخصوص. يقول: "أعتقد بأن كوني مثلياً هو السبب الذي يجعلني أتحدث بأريحية أكبر عن الموضوع... أنا شخص منفتح جداً – إنها ليست أول موضوع مهم توجب علي الحديث عنه في حياتي! غالباً ما يمتلك الرجال المغايرون جنسياً عقلية ’أنا رجل، أحتاج إلى التحلي بالرجولة‘ ويكتمون الأمر في داخلهم.  اتصلت بي نساء كثيرات نيابة عن أحبائهن، لأنهن يعرفن أنه موضوع يقلقهم لكنهم لن يتحدثوا عنه أو يطلبوا المساعدة فيه".

لم يكن لدى جيمس ريث تشايلدز، 38 سنة من مانشستر، مشكلة أيضاً في التحدث عن عمليات الزرع. يقول: "لم أشعر بالخجل، وقلت لنفسي ’حسناً، إذا كان الحديث يساعد الآخرين...‘ وهذا ما حدث. وجه إلي كثير من الأشخاص أسئلة وكنت سعيداً بمساعدتهم. لا يبدو أن وصمة العار سيئة بعد الآن، فهناك كثير من الأشخاص المهتمين بـ [الزراعة]".

Comedian Jimmy Carr, whose hair transplant has been mocked on TV_getty.jpg

في حين أنه يدرك الأخطار والضغوط الكثيرة الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه يرى أيضاً قسطاً كبيراً من الإيجابية الناشئة عن مشاركة الخبرات الشخصية، لا سيما على "تيك توك"، البحث عن الأمل بدلاً من التصفح اليائس. يشرح قائلاً: "يشارك كثير من الأشخاص قصصاً تتحدث عن المشكلات التي يواجهونها، وهذا يقرب مزيداً من الأشخاص من بعضهم لتبادل الخبرات والنصائح... ما الذي ينجح وما الذي لا ينجح... مما أستطيع رؤيته، يريد الناس فقط مساعدة بعضهم بعضاً. لقد ولت منذ زمن طويل أيام ’كن رجلاً، احتفظ بالأمر لنفسك‘".

يوافق الدكتور راجبوت على وجهة النظر هذه، قائلاً إن هدفه هو "كسر المحرمات" عن موضوع يحاط عادة بالسرية والسخرية. يقول: "لدينا الآن أشخاص من جميع ومختلف الأعمار والخلفيات - أجريت أخيراً عملية زراعة شعر لرجل يبلغ من العمر 78 سنة، وكان لدينا أيضاً شخص لا يزيد عمره على 19 سنة تعرض للتنمر في المدرسة وأراد أن يكون واثقاً قبل الذهاب إلى الجامعة... عام 2023 هو العام الذي نتخلص فيه من كل هذه المحرمات المختلفة في المجتمع، وأعتقد بأن تساقط الشعر يجب أن يكون أحدها".

أخبرني الرجال الثلاثة أنهم يتمنون لو أجروا العملية في وقت أقرب لأنها تجربة غيرت حياتهم للأفضل وأعطتهم دفعة كبيرة لثقتهم. إذا كنا نريد إحراز تقدم، فإن الدرس الذي ينبغي تعلمه مألوف جداً: لا شيء يتحسن إلى أن يتمكن الناس من التحدث عن مخاوفهم من دون خشية التعرض للسخرية، بخاصة أن معظم جهود تغطية الصلع في عصر روني تتم أرشفتها في الماضي غالباً (يؤكد الدكتور راجبوت: "إذا أجرى عملية زراعة الشعر الآن، فكان سيحصل على نتائج أفضل بكثير").

علاوة على ذلك، يبدو أن أفضل نصيحة لأولئك الذين يفكرون في زراعة الشعر، هي البحث بشكل جيد والاتصال بأشخاص خضعوا للعملية - وللأسف، بعد تجربة استمرت ستة أشهر وتسببت في أزمة منتصف العمر متأخرة جداً بالنسبة إلى كاتب المقالة - لا تقوموا بتبييض شعركم. من المحتمل ألا يعود زمن شعركم الكثيف على غرار شعر جيرارد واي المصبوغ عام 2004، لكن ربما لم يحن "موعد الوداع النهائي" لشعركم حتى الآن.