تخوض رومانيا، الأحد، انتخابات برلمانية بعد أسبوع من فوز مرشح مناهض للناتو في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مما شكل صدمة داخل البلاد وخارجها.
فتحت محطات الاقتراع في رومانيا، الأحد، أبوابها أمام ملايين الناخبين الراغبين في المشاركة في الانتخابات البرلمانية الحاسمة.
وينتخب الرومانيون في هذا الاقتراع أعضاء البرلمان المكون من 466 مقعداً.
وبدأ الرومانيون في الخارج التصويت السبت، وبحلول الساعة 11 ظهرا بالتوقيت المحلي الأحد، تمكن 2.2 مليون شخص من التصويت، أي ما يعادل 12.5 % من إجمالي الناخبين الذي يحق لهم التصويت، وفقاً لهيئة الانتخابات في البلاد.
وتأتي هذه الانتخابات بعد أسبوع واحد فقط على الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تقدم فيها المرشح الشعبوي، كالين جورجيسكو، على بقية المرشحين، بخلاف ما توقعته استطلاعات الرأي.
أهمية الانتخابات والمخاوف بشأنها
وينظر إلى هذه الانتخابات البرلمانية على أنها الأكثر أهمية في رومانيا، لكونها ستحدد الحكومة الجديدة ورئيس الوزراء، كما ينظر لهذه الانتخابات على أنها مؤشر بشأن اتجاهات الشعب في رومانيا قبيل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وتسود مخاوف من حدوث فوضى في أعقابها، مثل تلك التي رافقت الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، بعد مزاعم بانتهاكات انتخابية وتدخل روسي.
ويحتفظ الرئيس بسلطات واسعة في النظام السياسي الروماني، خاصة في الأمن القومي والسياسية الخارجية، بينما يقود رئيس الوزراء الحكومة.
ومن المقرر أن تشهد رومانيا في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري الجولة الثانية (جولة الإعادة) في الانتخابات الرئاسية، ويتنافس فيها جورجيسكو مع الإصلاحية إيلينا لاسكوني.
صدمة الفوز
وتصدر المرشح اليميني المستقل، كالين جورجيسكو، نتائج الجولة الأولى بعد أن حصل على 22.95 % من إجمالي أصوات الناخبين، في الجولة الأولى التي أجريت قبل أيام.
وحلت في المرتبة الثانية لاسكوني رئيسة حزب "اتحاد إنقاذ رومانيا" التقدمية بنسبة 19.17 %، وفي المرتبة الثالثة جاء رئيس الوزراء الحالي مارسيل تشيولاكو، من الحزب الديمقراطي الاجتماعي مع 19.15 %.
وهذه أول مرة في تاريخ رومانيا منذ نهاية الحقبة الشيوعية قبل 35 عاما، تخلو فيها الجولة الثانية من مرشح للحزب الديمقراطي الاجتماعي.
ويشكل الأمر ضربة قوية لأكبر الأحزاب في البلاد، ويؤكد المشاعر المعادية للناخبين المناهضين للمؤسسة الحاكمة. ودفعت الهزيمة تشيولاكو إلى الاستقالة من منصبه في زعامة الحزب.
وشكل الأمر صدمة، إذ استطلاعات الرأي لم تمنحه سوى 10 % من إجمالي الأصوات، ورغم ذلك، تمكن من تصدر الجولة الأولى.
يشكك في الناتو ويشيد ببوتين
شكك جورجيسكو مراراً في دعم أوكرانيا خلال حربها مع روسيا، وألقى بظلال من الشك على عضوية البلاد في الناتو، معتبرا أن الحلف لن يدافع عن رومانيا إذا تعرضت البلاد لهجوم.
وفي مقابلة أجريت معه عام 2022، وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه "واحد من القادة الحقيقيين القلة في العالم"، وأعرب عن إعجابه بمهارات "التفاوض" لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
كما وصف درع الدفاع الصاروخي الباليستي لحلف شمال الأطلسي في رومانيا بأنه إجراء تصادمي وليس سلميا.