هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
تشهد رومانيا انخفاضا غير مسبوق في معدلات الولادة، حيث لم يتجاوز عدد المواليد خلال العام الماضي 150,000، وهو أدنى رقم يسجل منذ قرن تقريبا.
ويعكس هذا التراجع الحاد تغييرات ديموغرافية كبيرة، حيث تعاني العديد من القرى من شيخوخة سكانية متفاقمة، بينما يفضل العديد من سكان المدن تأجيل الإنجاب من أجل التركيز على مساراتهم المهنية.
وأدى هذا الاتجاه إلى إغلاق عدد من المدارس ورياض الأطفال بسبب قلة التلاميذ، كما هو الحال في قرى مثل شيليا وبريبو.
وفي هذا السياق، أشار ألكسندرو بيتزي، المدير السابق لإحدى المدارس المغلقة في بريبو، إلى أنه "لم تعد هناك مدرسة هنا، حيث يضطر الأطفال القلائل المتبقون للالتحاق بمدرسة أخرى في فاليتش".
ورغم القلق المتزايد إزاء تناقص أعداد المواليد، يرى بعض الخبراء أن الأمر جزء من تحول ديموغرافي طبيعي.
هذا ويوضح عالم الاجتماع في الأكاديمية الرومانية، بوغدان فويسو، أنه "لا يرى سببا يدعو للقلق، فهذه الظاهرة تعد شائعة في العديد من الدول الأوروبية".
وتشير الإحصاءات إلى أن البلديات الأكثر تضررا من هذا الانخفاض تشمل تولسيا، كاراس سيفيرين، مهدينتي، كوفاسنا، تيلورمان، وجيورغيو، حيث تراجع معدل الولادات بشكل ملحوظ.
وللمقارنة، شهدت رومانيا عام 1930 ولادة أكثر من 480,000 طفل، ما يعكس فجوة شاسعة بين الماضي والحاضر ويطرح تساؤلات جادة حول مستقبل التركيبة السكانية في البلاد.