أعلنت روسيا يوم السبت عن بدء ما أسمته عملية "مكافحة الإرهاب" في منطقة كورسك الحدودية، بعد أن أثار توغل القوات الأوكرانية هذا الأسبوع مفاجأة كبيرة في موسكو وكشف عن نقاط ضعف خطيرة في الجيش الروسي، في إطار النزاع الذي طال أمده لأكثر من عامين ونصف.
أفادت وزارة الدفاع الروسية، أن القتال مستمر في كورسك، وأن الجيش الروسي شن غارات جوية على القوات الأوكرانية، بما في ذلك استخدام قنابل حرارية تؤدي إلى انفجارات شديدة وتخلق فراغًا يخنق أهدافه.
تتضمن الإجراءات الجديدة في كورسك والمناطق المجاورة بيلغورود وبريانسك إجلاء السكان، ومراقبة الاتصالات الهاتفية، والاستيلاء على المركبات. يأتي هذا بعد أكبر توغل عبر الحدود منذ بداية النزاع، مما يثير مخاوف من توسع القتال خارج أوكرانيا.
في بيلاروسيا المجاورة، التي تستضيف قوات روسية لكنها لم تشارك مباشرة في النزاع، صرح الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بأن دفاعات بلاده الجوية أسقطت أجسامًا غير محددة أُطلقت من أوكرانيا ومرت فوق الأراضي البيلاروسية.
وقال لوكاشينكو: "لا أفهم لماذا تحتاج أوكرانيا إلى هذا. يجب أن نفهم السبب. كما قلنا سابقًا، أي استفزازات لن تمر دون رد."
في مواجهة الهجوم، أفاد الكرملين بأن الجيش الروسي وحرس الحدود تمكنوا من منع القوات الأوكرانية من التوغل بشكل أعمق داخل الأراضي الروسية. كما ذكرت السلطات الروسية أن المحاولات الأوكرانية للتقدم من منطقة سومي قد تم صدها بنجاح.
قالت وزارة الدفاع الروسية، إن التعزيزات تُرسل إلى كورسك لمواجهة الهجوم الأوكراني، حيث نشرت روسيا راجمات صواريخ متعددة، ومدافع ميدانية، ودبابات، ومركبات مدرعة ثقيلة. وأفادت الوزارة بوجود قتال في أطراف سوجا قرب مركز مهم لمرور الغاز الروسي إلى أوروبا.
تظل أهداف العملية الأوكرانية غير واضحة، حيث رفض المسؤولون الأوكرانيون التعليق على التوغل الذي يقع على بعد حوالي 500 كيلومتر جنوب غرب موسكو.
عند سؤاله عن التوغل، قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي: "نحن على اتصال مع نظرائنا الأوكرانيين"، لكنه امتنع عن التعليق حتى انتهاء "تلك المحادثات".
وأوضح كيربي أن السياسة الأميركية لم تتغير، وأن الأسلحة الأميركية التي استخدمها الأوكرانيون تندرج ضمن ما تم السماح به للضربات عبر الحدود، مشددًا على أن الهدف النهائي هو دعم أوكرانيا في دفاعها عن نفسها.
من جانبه، قال ماثيو بوليغ، الباحث من مركز تشاتام هاوس، إن الأوكرانيين يبدو أن لديهم هدفًا عسكريًا واضحًا حتى وإن لم يتم الإعلان عنه. وأضاف أن الهجوم أحدث صدمة في الرأي العام الروسي وأحرج الرئيس فلاديمير بوتين، مما قدم لأوكرانيا "فرصة دعائية هامة".