كشفت روسيا عن خطة "عملية الهدف الزائف"، التي تدمج طائرات مسيرة مدمرة بأخرى خداعية منخفضة التكلفة، بهدف استنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية وإجبار كييف على استهلاك صواريخها الدفاعية الباهظة، وفقًا لمصادر عسكرية مطلعة.
شهدت أوكرانيا زيادة كبيرة في الهجمات بالطائرات المسيرة خلال الأشهر الأخيرة. ففي أكتوبر، شنت روسيا 1,889 هجومًا بالطائرات المسيرة، بزيادة 80% عن شهر أغسطس، وفقًا لتحليل وكالة "أسوشيتد برس".
ورغم أن العديد من الطائرات يتم إسقاطها أو تعطيلها عبر التشويش الإلكتروني، إلا أن عدداً قليلاً منها ينجح في الوصول إلى أهدافه، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة. ويصعب تمييز الطائرات المسيرة المدمرة عن الخداعية باستخدام الرادار أو الأنظمة الإلكترونية، ما يزيد من صعوبة التصدي للهجمات.
مركز الإنتاج في ألابوغا
تعد منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة، الواقعة على بعد 1000 كيلومتر شرق موسكو، مركزًا رئيسيًا لإنتاج الطائرات المسيرة الروسية. أنشئ هذا المجمع الصناعي في عام 2006 بهدف جذب الاستثمارات، لكنه تحول إلى الإنتاج العسكري بعد غزو أوكرانيا عام 2022. تُنتج في هذه المنشأة طائرات "شاهد" المسلحة برؤوس حرارية فراغية وأخرى خداعية غير مسلحة، وفقًا لصور الأقمار الصناعية وتحليلات الخبراء.
تشمل الطائرات المدمرة التي تنتجها ألابوغا نوعًا يحمل قنابل حرارية فراغية، تعرف أيضًا باسم "قنابل الفراغ"، والتي تتميز بقدرتها على اختراق المباني المحصنة وإحداث دمار واسع النطاق. هذه الأسلحة لا تكتفي بتدمير المواقع المستهدفة، بل تسبب آثارًا مروعة على الضحايا، مثل انهيار الرئتين وتلف الدماغ.
استراتيجية فعالة بتكلفة منخفضة
تتميز الطائرات الخداعية بانخفاض تكلفتها مقارنة بالطائرات المسلحة وصواريخ الدفاع الجوي، حيث يتم إنتاج 40 طائرة خداعية مقابل 10 طائرات مسلحة يوميًا في ألابوغا. تستخدم هذه الطائرات الخداعية لتحديد مواقع الدفاعات الجوية الأوكرانية وتوجيه الهجمات اللاحقة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في استراتيجية روسيا للهجوم بالطائرات المسيرة.
تواصل الهجمات بالطائرات المسيرة خلق ضغط نفسي هائل على الأوكرانيين، حيث أصبح صوتها المميز وتكرار الغارات جزءًا من الحياة اليومية في العديد من المدن الأوكرانية.