"روبوتات قادرة على إصلاح مثيلاتها".. الذكاء الاصطناعي يعد بثورة بالأداء في القطاع الصناعي

منذ 1 سنة 132

ينتظر القطاع الصناعي بفارغ الصبر ثورة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتحسين كفاءة مصانعه وتصنيع روبوتات قادرة على إصلاح مثيلاتها.

في معرض هانوفر في ألمانيا، حيث تلتقي شركات التكنولوجيا الصناعية الدولية، طغى هذا الأسبوع الحماس بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي على كافة المحادثات، في مختلف الأجنحة.

في جناح شركة الخدمات المعلوماتية الأمريكية HPE وقف موظف شاب يتحاور مع مساعد افتراضي مزود بذكاء اصطناعي توليدي ينهل من البيانات المتوافرة لإنشاء محتوى جديد. والهدف هو تشغيل الذراع المفصلية لروبوت.

يوضح توماس ماير، محلل البيانات لدى HPE أثناء عرض النموذج الأولي أن لحل مشكلة تقنية، "لم يعد عمال المصنع بحاجة إلى إحضار خبير مؤهل إلى الموقع، فالذكاء الاصطناعي كفيل بأن يتولى" توجيه عملية الإصلاح.

تتعاون المجموعة الأمريكية التي يعمل لديها 60 ألف موظف منذ عام مع الشركة الألمانية الناشئة ألف ألفا Aleph Alpha التي يضم فريقها حوالي خمسين موظفًا وتعد من المنافسين الأوروبيين الرئيسيين لروبوت المحادثة ChatGPT الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي OpenAI.

في هذا التطبيق الصناعي، تُستخدم اللغة والصور للتواصل مع موظفي المصنع الذين يمكنهم، على سبيل المثال، إرسال صورة جهاز حتى يكتشف البرنامج نفسه الأخطاء أو يتحقق من تركيبه على النحو الصحيح.

صنع في أوروبا

يقول ماير "على عكس ChatGPT، يمكن لبرنامجنا تتبع البيانات التي دفعته إلى اتخاذ قراره".

ولكن حتى مع نجاح ألف ألفا في جمع 28 مليون يورو حتى الآن، فهي ما زالت بعيدة كل البعد عن المليارات التي حصلت عليها OpenAI من الأمريكية مايكروسوفت.

من جانبها، تسلط شركة Heidelberg الناشئة الضوء على ميزة يمكن أن تحدث فرقًا، وتقوم على الاحتفاظ ببيانات العملاء في أوروبا. في الواقع، منعت هيئة حماية البيانات الشخصية الإيطالية استخدام روبوت ChatGPT في نهاية آذار/مارس على اساس عدم احترام اللوائح الأوروبية المتعلقة بجمع البيانات وتخزينها بكميات كبيرة.

ودعا الرئيس التنفيذي لشركة ألف ألفا، جوناس أندروليس، أوروبا إلى "عدم التركيز فقط على تنظيم القطاع، ولكن أيضًا على الإبداع". وقال لفرانس برس في مقابلة هاتفية "لا ينبغي حصر المساهمة الأوروبية للذكاء الاصطناعي في وضع حاجز من ملفات تعريف الارتباط! (cookies)".

في جناح آخر في المعرض، عرضت شركة سيمنز الألمانية العملاقة أيضًا تطبيقًا للذكاء الاصطناعي لتحسين تشغيل المصانع. بالشراكة مع مايكروسوفت، وعدت المجموعة الصناعية بأن تصدر هذا العام نسخة جديدة من تطبيق تيمز Teams للمحادثات الجماعية مزودة ببرمجية

ChatGPT ومصممة خصيصًا لمساعدة العمال والتعرف على عيوب المنتج.

ثورة في العمل

مايكروسوفت وسيمنز اللتان تقولان إنهما تعملان مع العديد من العملاء في قطاعي صناعة السيارات والطيران والفضاء، ترفضان الفكرة القائلة بأن الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر ويتسبب بإلغاء وظائف.

يوضح أنتوني هيميلغارن، الرئيس التنفيذي لشركة Siemens Digital Industries Software "لقد وجدنا أن 70% من المشكلات لا يتم تحديدها ومن ثم لا يتم حلها". ويؤكد أن من خلال إيجاد حلول، فإن الذكاء الاصطناعي "لا يحل محل أي أحد"، وإنما يعزز "كفاءة" القطاع الصناعي بشكل خاص.

الميزة الأخرى هي أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يخفف من مشكلة النقص في العمال المهرة" الذي تعاني منه ألمانيا بشكل خاص، كما يقول يوخن كوكلر، مدير معرض هانوفر.

يشكو ما يقرب من 58% من الصناعيين في أكبر اقتصاد أوروبي من نقص القوى العاملة، وفقًا لدراسة أجراها المعهد الفدرالي للتدريب المهني (BIBB) نُشرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

يقول رائد الأعمال يوناس أندروليس إنه يجب ألا نقلل من الاضطرابات التي سيشهدها سوق العمل. يقول "سيغير الذكاء الاصطناعي تمامًا كل شيء بالنسبة للوظائف التي يمكن أداؤها من أمام الكمبيوتر. ليس الذكاء الاصطناعي هو الذي سيستحوذ على الوظائف، وإنما الشركة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي هي التي ستأخذ الحصة السوقية من الشركة التي لا تستخدمه".